جددت المعارضة السورية، أمس الخميس، تأكيدها من الدوحة على إطلاق ذراعها المالية تحت مسمى "المنتدى السوري للأعمال"، مع الإعلان عن صندوق لدعم الثورة السورية قيمته 300 مليون دولار أمريكي بمساهمة رجال أعمال سوريين. مؤتمر اسطنبول يستضيف مجددا أصدقاء المعارضة السورية (خاص) وقال رئيس المنتدى مصطفى الصباغ وهو يتلو البيان الرسمي "يعلن المنتدى عن إنشاء صندوق "سوريا الأمل" بقيمة أولية مقدارها 300 مليون دولار، بهدف مأسسة عمليات الدعم والإسناد العسكري للثورة السورية". ودعا البيان الرسمي للمنتدى، الذي عقد الأربعاء اجتماعه التأسيسي في الدوحة بمشاركة نحو مائة رجل أعمال سوري في الخارج، "جميع رجال الأعمال وأنصار الثورة في كل مكان للمشاركة في هذا الصندوق". كما أعلن رئيس المنتدى أنه "لا مانع من استقبال الهبات من أصدقاء سوريا". وأضاف قائلا إن "في نيتنا زيارة عدد من الدول الداعمة للثورة، بدءا من دول الخليج و دول أصدقاء سوريا". من جانبه، قال رجل الأعمال السوري، خالد خوجة في المؤتمر الصحفي، الذي تلا الإعلان عن المنتدى إن "دعم المنتدى للجيش السوري الحر يتم ضمن إعادة تنظيم هذا الجيش وجعله مكافئا للجيش النظامي". وفي اسطنبول اجتمع ممثلو 16 دولة بينها الولاياتالمتحدة وعدة دول أوروبية وعربية، مساء أول أمس الأربعاء، لمناقشة سبل وقف أعمال العنف في سوريا وإرغام الرئيس بشار الأسد على التنحي. وافتتح وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، الاجتماع، الذي لم يعلن عن عقده مسبقا، في وقت متأخر في قصر دولمة بهجة بحضور وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، التي تنهي في اسطنبول جولة قادتها إلى البلدان الاسكندينافية والقوقاز. وقالت كلينتون في بيان قبل الاجتماع "علينا أن نواصل إغلاق القنوات الاقتصادية الحيوية للنظام (السوري) وتوسيع دائرة الدول، التي تطبق العقوبات بصورة حازمة ومنع الحكومة السورية من الالتفاف عليها". وأضافت "نحن نرحب بوجهات نظر الدول الأخرى المتعلقة بالتدابير، التي قد تكون فاعلة". وقالت "على النظام إن يضع حدا للفظائع، وأن يفي بكل التزاماته، في إطار خطة عنان وان يتيح البدء بالانتقال نحو سوريا ديمقراطية". وشارك في الاجتماع وزراء خارجية بريطانيا، وليام هيغ، وفرنسا لوران فابيوس، وألمانيا، غيدو فسترفيله، والاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، ووزراء من إيطاليا وإسبانيا والأردن ومصر والكويت والإمارات العربية المتحدة وتونس والمغرب وقطر والسعودية، كما ذكرت مصادر دبلوماسية متطابقة. وقال متحدث بريطاني إن الغاية من الاجتماع هي "البحث (...) عن وسائل زيادة الضغط على نظام الأسد لحمله على تطبيق وعوده المتعلقة بخطة عنان" للخروج من الأزمة. وأضاف المصدر "نشكك كثيرا في نيات الرئيس الأسد وقف العنف إذا لم تمارس ضغوط إضافية عليه". ومنعت وسائل الإعلام من تغطية وقائع اجتماع اسطنبول، الذي يتزامن مع إعلان الولاياتالمتحدة الأربعاء استعدادها لتأييد تحرك ملزم في الأممالمتحدة ضد سوريا، في إطار الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة كما طالبت بذلك الجامعة العربية. ويتزامن الاجتماع، أيضا، مع دعوة الصين وروسيا الأربعاء إلى عقد مؤتمر دولي جديد حول الوضع في سوريا، حيث يواجه نظام الرئيس بشار الأسد حركة احتجاج يقابلها بقمع دموي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في بكين إن هذا المؤتمر سيجمع "الأطراف التي تمارس نفوذا فعليا على مختلف مجموعات المعارضة" السورية، أمثال تركيا وإيران والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وأعضاء مجلس الأمن الدولي. وأضاف أن الهدف من هذا المؤتمر هو أن "يتفق الأطراف الخارجيون، دون سوريا في بادئ الأمر، على اتباع خطة الموفد الدولي إلى سوريا كوفي عنان بصدق ودون التباس".