تعتبر الحساسية لمادة "الكلوتين" الموجودة في القمح، أبرز مسببات الإصابة بداء "السيلياك"، الناتج عن مرض مناعي داخلي، لا يمكن الوقاية منه إلا باتباع حمية غذائية محددة. للتعرف على مزيد من المعلومات حول الداء، حاورت "المغربية" خديجة مصيار، اختصاصية في الطب الباطني وأمراض الشيخوخة، ورئيسة الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية. ما هو التعريف المبسط لمرض "السيلياك"؟ يعتبر مرض "السيلياك"، أو ما يصطلح عليه عموم المغاربة ب"مرض الحساسية للقمح"، داء يدخل ضمن خانة أمراض المناعة الذاتية، ناتج عن صعوبة هضم مادة الكلوتين والبروتيين الموجودة في القمح والشعير والخرطال. ويسمى باللغة العربية، "داء الزلاقي". ما أسباب الإصابة به؟ - هو مرض وراثي وجيني، سببه إنتاج أجسام مضادة في مكونات الأمعاء الدقيقة، تحول دون امتصاص مادة الكلوتين على مستوى الجهاز الهضمي، فتصاب الأمعاء بعياء شديد، وتتوقف عن أداء مهمتها. الإصابة بالداء له صلة بالموروث الجيني لدى الأشخاص، ولذلك نرى أن الإصابة بالداء تنتشر بشكل أكبر بين سكان جنوب المغرب، حيث ينتشر الزواج من الأقارب، وتغير النمط الغذائي للسكان، من المعتمد على الحليب والأرز والتمر إلى أنواع أخرى من التغذية. ما هي أعراض المرض؟ - من أهم الأعراض، وجود حساسية جلدية، ينتج عنها حكة شديدة، وتظهر لدى 20 في المائة من حالات المصابين، إلى جانب ظهور حبيبات مليئة بسائل مائي. ومن الأعراض، أيضا، الشعور بألم في البطن، والإصابة بالإسهال وبعياء شديد، وظهور نوبات صرع وحدوث مشاكل في الدورة الدموية، إلى جانب التعرض لهشاشة في العظام، كما يمكن اكتشاف الإصابة بوجود نقص في النمو أو تعرض الحامل لإجهاض متكرر. متى يظهر المرض؟ يظهر عادة هذا المرض عند الأطفال ما بين 7 و10 سنوات، إذ يدخل الكلوتين ضمن غذاء الصغار بشكل أكبر، كما يمكن أن يظهر لدى البالغين في سن 30، وفي حالات أخرى يظهر لدى الأكبر سنا، مثلا لدى البالغين 60 سنة، إذ يعانون المرض في صمت، وفي جهل تام بالإصابة به. كيف يمكن الوقاية من المرض؟ - يمكن الوقاية، أيضا، بواسطة الكشف البيولوجي عن الإصابة بالداء مبكرا، للشروع في أخذ الحمية الغذائية الضرورية، وهي كشوفات سهلة وبسيطة، لم تعد تعتمد على أخذ عينات من مرئ المصاب، كما كان الأمر في وقت سابق. ما مكونات الحمية الموصى بها للمصابين؟ الحمية الغذائية تكون مبينة على تناول جميع المأكولات الخالية من مادة "الكلوتين"، أي أن المريض ممنوع عليه تناول جميع أنواع الخبز العادي المصنوعة من القمح والشعير والحنطة والخرطال والسميد، أو أي مأكولات مضافة إليها النكهات المصنوعة منها. ويستبدل بالخبز المكون من دقيق الذرة والأرز، في مقابل ضرورة أخذ المصاب الخضر والفواكه والأسماك واللحوم بشكل طبيعي، حسب ما تتطلبه حالته الصحية. ما المضاعفات الصحية للإصابة بالداء؟ إذا لم يباشر المصاب حميته الغذائية، ويلتزم بنمط غذائي يتوافق وحالته الصحية، فإن احتمالات إصابته بمشاكل في الجهاز العصبي والإصابة بسرطان الجهاز الهضمي كبيرة وواردة في كل حين. هل يوجد هناك علاج لهذا الداء؟ - إلى حدود اليوم، لا توجد علاجات مقاومة للداء، إلا أن هناك بعض الأدوية في طور الدراسة والاختبار العلمي، من شأنها منع امتصاص مادة "الكلوتين". هل يمكن تحديد عدد المصابين بالداء في المغرب؟ من الصعب ذلك، إذ أن الخبراء في المجال، يؤكدون أن شريحة عريضة من الناس يجهلون أن لهم حساسية من مادة "الكلوتين"، إذ أن التعرف على مصاب واحد، يقابله الجهل بإصابة ما بين 10 إلى 12 شخصا، بسبب عدم تشخيص المرض، أو لسوء تشخيصه. عموما، تشير التقديرات إلى إصابة 1 في المائة من المغاربة بهذا الداء.