أفادت مصادر طبية أن مرضى "السيلياك"، أو ما يعرف بالحساسية ضد مادة "الغلوتين"، أو الدابوق في الوسط العلمي، الموجودة خاصة في القمح والشعير، يشكون مشاكل متنوعة، لعجزهم عن التعايش مع المرض لعدم توفر المغرب على مكونات غذائية خالية من "الغلوتين"، خاصة المصنعة، التي تدخل في حميتهم الطبية، وتحول دون تعرضهم لمضاعفات. ويجهل عدد من المغاربة هذا النوع من أمراض المناعة الذاتية، ولا يتفهمه محيط المرضى، سيما أن المصابين ممنوعون من تناول الخبز العادي، العنصر الأساسي في غذاء المواطن المغربي، بينما تلزمهم حساسيتهم باستهلاك الدرة والأرز. الدابوق أو "الغلوتين"، وهو بروتين نباتي يوجد في القمح والشعير، يتسبب لمستهلكه في ظهور مجموعة من الأعراض، كالإسهال المزمن، وفقر الدم، وانتفاخ البطن، ما يؤدي إلى نقص في الوزن والطول، وتأخر النمو والإصابة بهشاشة العظام، وجفاف في الجلد، وتساقط الشعر، والإصابة بالعقم في بعض الحالات، بسبب نقص عدد من المواد الغذائية في الجسم، لأن هذا النوع من الحساسية يمس منطقة الأمعاء، ما يترتب عنه عدم امتصاص المواد الغذائية المهمة للجسم. ومن أبرز مشاكل مرضى "السيلياك"، عدم توفر المغرب على مواد مصنوعة محليا، خالية من مادة "الغلوتين"، ما يضطرهم لاقتناء مواد من الخارج، باهظة الكلفة، منها شراء 500 غرام من الدقيق الخالي من الغلوتين، ب 65 درهما، و250 غراما من العجائن، ب60 درهما، و6 حبات من البسكويت ب30 درهما، والمربى ب44 درهما. وتأتي حاجة المرضى إلى أغذية دون "غلوتين" في غياب علاجات طبية أو لقاحات خاصة، ما يجعل الحمية الغذائية الوسيلة الوحيدة لتجاوز حالتهم المرضية. ويعتبر الأطفال الفئة الأكثر معاناة مع المرض، إذ يصعب على أسرهم مراقبة مدى انضباطهم للحمية الغذائية، مع عدم توفر بديل للمواد، التي يشتهونها في الأسواق المغربية. وقالت لطيفة مهاني، مريضة ب"السيلياك"، وعضوة في الجمعية المغربية لحاملي حساسية الدابوق في مكناس، ل"المغربية"، إن المغرب لا يتوفر على معطيات دقيقة وحصرية لعدد المصابين على الصعيد الوطني، لغياب دراسات لدى وزارة الصحة، في مقابل تسجيل 300 حالة مرضية في الجمعية على مستوى مدن فاسومكناس والحاجب ومولاي ادريس زرهون، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية، صرحت بإصابة شخص واحد من بين 200 شخصا بالمرض في إفريقيا، وضمنها المغرب. واعتبرت مهاني أن وزارة الصحة مدعوة إلى اتخاذ تدابير فورية لدى مختلف المتدخلين، وعلى رأسهم مصنعو المواد الغذائية، للاتفاق معهم على إنتاج مواد خالية من مادة "الغلوتين"، مع الإشارة إليها في منتوجاتهم المعلبة، والتدخل لدى أرباب المطاحن لتوفير الدقيق الخالي من بروتين "البراق"، وتخصيص مطاحن خاصة بالدرة الموجهة للاستهلاك الآدمي، لضمان عدم تسرب حبوب أو غبار طحين الدقيق المتوفر على "الغلوتين". وشددت مهاني على ضرورة تدخل الوزارة لإعفاء المواد الخالية من "الغلوتين"، المستوردة من الخارج، من الرسوم الضريبية للمساهمة في تغذية صحية لمرضى الدابوق. كما ركزت مهاني على ضرورة تمكين المغاربة من التشخيص المبكر عن المرض بالمجان في المصالح الصحية لوزارة الصحة، مع التشجيع على تنظيم قوافل طبية لتشخيص المرض والتعريف به والتحسيس بمخاطره. ومن المواد الممنوعة على مرضى الدابوق، اللحوم والخضر والفواكه، المصنعة والمعلبة والمجمدة، والوجبات الجاهزة، إلى جانب التين والتمر والبرقوق والزبيب المصنعة والمعلبة في الأكياس أو العلب، بينما يسمح بهذا النوع من المواد الطرية والمحضرة في البيت. ويمنع عليهم الحليب ومشتقاته، المعطر والمجمد، في حين، يسمح باستهلاك الحليب الكامل ومشتقاته. كما يمنع استهلاك القمح ومشتقاته، والشعير ومشتقاته، وخبز الدقيق والسميد، والكسكس والشعرية، ومسحوق الخبز، وجميع الحلويات التجارية، وأصناف النشا غير معروفة المصدر. ويمنع على المرضى جميع الحلويات غير الحمضية، والقشدة التجارية، والمرطبات والمجمدات والعلك والشوكولاتة، إلى جانب الزبدة النباتية التي تحتوي على مادة "المالت" أي نشا القمح، إلى جانب المشروبات المصنعة والملونة التي تحتوي على مادة "المالت". كما يمنع عليهم استهلاك الصلصات التجارية والمصنعة من القمح، وخل الحبوب و"الموطارد" و"الكيتشوب" و"المرتديلا" و"الكاشير"، بينما يسمح لهم باستهلاك الدرة البيضاء والصفراء والأرز، والمايزينة، والصوجا، ودقيق الحمص، و"إلان"، وزريعة الكتان، والزنجلان، والنافع، وحبة حلاوة، وكسكس الأرز أو الدرة، والشعرية بالأرز، والشعرية الصينية، والعجائن، والخبز، والبسكويت، بعلامة تعني خالية من الدابوق "غلوتين".