أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، أن مشاركة المغرب في قمة منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)٬ التي انعقدت، أول أمس الأحد وأمس الاثنين، في شيكاغو٬ يعد اعترافا "بحكمة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ اللتين تجسدان المكانة التي تحظى بها المملكة بين الأمم". وأضاف العثماني٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أول أمس الأحد، على هامش مشاركته في القمة٬ قائلا "لهذا السبب تعتبر المجموعات الإقليمية والدولية المؤثرة٬ من قبيل الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي٬ المغرب شريكا مهما٬ حيث أثبت كفاءته في المساهمة في الحفاظ على توطيد السلم والاستقرار في العالم٬ والمنطقة على وجه الخصوص". وأعرب العثماني عن اعتزازه بتمثيل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذه القمة٬ مشيرا إلى أن الدور الذي يضطلع به المغرب في استقرار محيطه الإقليمي تعزز بفضل الإصلاحات التي انخرطت فيها المملكة٬ بقيادة جلالة الملك٬ في إطار الخصوصيات التي تميز المغرب٬ في وقت عرفت بلدان المنطقة ثورات وتغييرات في الأنظمة اتسمت بالعنف. وأكد الوزير٬ أيضا٬ أن هذا الدور في إرساء الاستقرار يتجسد على امتداد جغرافي٬ يشمل شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء والساحل٬ إضافة إلى الحوض المتوسطي. وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، أجرى أول أمس الأحد، بشيكاغو، مباحثات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، على هامش القمة. وأشار سعد الدين العثماني في تصريح له، عقب المقابلة، أن اللقاء كان مناسبة لاستعراض مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك٬ وعلى مستوى التعاون الثنائي، خاصة التركيز على ضرورة تعزيز الشراكة المتميزة القائمة بين الرباط وباريس. وأضاف أن اللقاء مكن من بحث الوضع الراهن في منطقة الساحل٬ خاصة الأزمة في جمهورية مالي والنزاع السوري٬ وقال في سياق العلاقات الثنائية "اتفقنا على مواصلة الحوار والمشاورات الثنائية". وأكد العثماني، الذي تباحث قبل ذلك مع كاتب الدولة البرتغالي في الشؤون الخارجية، الذي يرأس وفد بلاده في هذه القمة٬ أن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية وضرورة متابعة المشاورات على مختلف المنتديات والتركيز على عمل مجموعة الدعم الاقتصادية المغربية البرتغالية. وأضاف العثماني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشاركة المغرب في قمة الحلف الأطلسي الشمالي هو "عرفان بحكمة وعمق تبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ والمتجسدة في المكانة التي تحتلها المملكة في المحافل الدولية والأممية". وقال في السياق ذاته "لهذا السبب اعتبرت عدد من التجمعات المؤثرة الجهوية والدولية كالاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي المغرب بمثابة شريك مهم، أبان عن قدراته على المساهمة في الحفاظ ودعم السلام والاستقرار في العالم وفي المنطقة أساسا". ويتضمن جدول أعمال القمة ثلاث قضايا تتعلق باستقرار أفغانستان في السنوات المقبلة٬ والقدرات العسكرية التي ستمكن التحالف من إكمال مهمته٬ والعمل بشكل وثيق مع البلدان الشريكة مع حلف شمال الأطلسي في العالم. فبعد ثمانية عشر شهرا على قمة لشبونة٬ تنعقد قمة شيكاغو باستحضار الحقائق الجيوسياسية العالمية الجديدة٬ والأزمة الاقتصادية للبلدان الأعضاء في الحلف٬ التي أثرت على ميزانيات الدفاع . وكان الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي٬ أندرس فوغ راسموسن٬ وصف هذه القمة ب"الأكثر أهمية"، في تاريخ المنظمة٬ التي تهدف إلى "إيجاد حلول مشتركة للتحديات المشتركة ". ويترأس سعد الدين العثماني وفدا يضم سفير المغرب لدى الولاياتالمتحدة، رشاد بوهلال، وسفير المملكة لدى الاتحاد الأوروبي، منور عالم. (و م ع)