روسيا تعلق أهمية كبيرة على الزيارة لتعميق المشاورات والحوار السياسي مع المغرب يقوم وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، يومه الأربعاء ويوم غد الخميس بزيارة عمل لموسكو بدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، بداية الأسبوع الجاري، أن العثماني سيجري سلسة من اللقاءات والمشاورات السياسية مع المسؤولين الروس حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مذكرا بأن البلدين عضوان في مجلس الأمن الدولي. وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه الزيارة تندرج في إطار تعزيز العلاقات المتميزة بين المغرب وروسيا والتي تجسدها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة من قبل جلالة الملك محمد السادس والرئيس الروسي، خلال الزيارة التي قام بها جلالته إلى روسيا في 2002، مؤكدة أن هذه الزيارة مكنت كذلك من إعطاء دينامية للعلاقات الثنائية على كافة مستويات التعاون بين البلدين. وستكون هذه الزيارة كذلك مناسبة لاستكشاف فرص تعزيز العلاقات الاقتصادية وإعطاء دفعة للمبادلات التجارية التي عرفت خل السنوات الأخيرة تطورا ملموسا وخاصة بفضل إحداث خطوط جوية وبحرية مباشرة بين البلدين. فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تعلق أهمية خاصة على زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني لها خلال الأسبوع الجاري، مؤكدة أن هذه الزيارة «تعد خطوة جديدة هامة نحو تعزيز العلاقات الودية والتعاون بين المغرب وروسيا». وذكر بلاغ للخارجية الروسية نشرته موقعها الرسمي على الانترنيت منذ يوم الجمعة الماضي أن «الزيارة التي سيقوم بها العثماني لموسكو، يومي 18 و19 من أبريل الجاري بدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف، نعتبرها خطوة جديدة وهامة نحو تعزيز العلاقات الودية والتعاون متبادل المنفعة بين بلدينا، والتي تتوافق مع روح إعلان الشراكة الإستراتيجية بين روسيا والمغرب، الذي وقع في اكتوبر من سنة 2002 خلال زيارة جلالة الملك محمد السادس لموسكو». وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو «تعلق أهمية خاصة على هذه الزيارة لتعميق المشاورات والحوار السياسي مع المغرب، مع الأخذ في الاعتبار تطابق وتقارب مواقف البلدين حول العديد من القضايا الرئيسية الدولية والإقليمية»، مشيرة إلى أن موسكو «تثمن أهمية تبادل وجهات النظر مع المغرب حول القضايا الرئيسية الراهنة باعتبار موقع المغرب كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي». وأبرزت الخارجية الروسية انه «واستحضارا للموقع الخاص والمتميز للمملكة المغربية في العالم العربي والإسلامي وفي القارة الإفريقية ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، سيتم خلال لقاء السيدين لافروف والعثماني مناقشة شاملة لقضايا السلام والأمن في المنطقة، ومكافحة الإرهاب الدولي والمواضيع الراهنة الأخرى الدولية والإقليمية، كما انه من المتوقع أن تشمل المباحثات بالتفصيل الوضع في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط وقضية الصحراء والوضع حول سورية وسبل معالجة الملف السوري والوضع في ليبيا، وعملية السلام في الشرق الأوسط، والملف النووي الإيراني، وغيرها من المواضيع ذات الاهتمام المشترك». وأضاف البلاغ أن «العلاقات الثنائية بين المغرب وروسيا ستشكل أيضا محورا أساسيا في مباحثات السيدين العثماني ولافروف»، مبرزا أن «المغرب يعد أحد أهم شركاء روسيا التجاريين عل المستوى الإفريقي، وقد ارتفع حجم المبادلات التجارية في العام الماضي بما يقارب الضعفين مقارنة مع عام 2010، وتجاوزت قيمة هذه المبادلات 8،1مليار دولار». وأشار البلاغ إلى أن المغرب وروسيا يراهنان على «تطوير التعاون متبادل المنفعة في مجالات الصيد البحري والطاقة وبناء السدود وغيرها من المجالات الحيوية»، مؤكدا أن موسكو «تعلق آمالا كبيرة، شأنها في ذلك شأن المغرب، على تنشيط عمل اللجنة الحكومية الروسية المغربية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني أكثر فأكثر، التي من المنتظر أن تلتئم خلال السنة الجارية بالرباط». واعتبرت موسكو أن «زيارة العثماني لموسكو ستعطي ايضا زخما إضافيا للعمل معا من أجل توسيع القاعدة القانونية للتعاون بين البلدين».