أعطى جمهور فريق الرجاء البيضاوي المثل واستحق صفة "الجمهور المثالي"، لأنه صفق كثيرا للفريق الضيف، المغرب التطواني رغم هزيمة فريقه المفضل بهدفين لصفر، في المباراة التي جمعت بينهما، نهاية الأسبوع الماضي، بمجمع محمد الخامس بالدارالبيضاء، في إطار بطولة المغرب الاحترافية لكرة القدم، ولم تخلف المباراة أي خسائر، سواء مادية أو بشرية. لأول مرة تعود حافلات "نقل المدينة" سالمة، ليلا، إلى المرآب، دون خسائر مادية، بعد مباراة في كرة القدم بمجمع محمد الخامس، كما سلمت سيارات الخواص، وواجهات المحلات في الشوارع المؤدية إلى الملعب، ولم تُصب بحجارة "جمهور طائش"، وسلمت أرواح المواطنين، ولم تخلف لأول مرة منذ زمن بعيد، لا خسائر مادية ولا بشرية. عادة كانت الدارالبيضاء تستيقظ بعد يوم مباراة، وكأنها تعيش على إيقاع "حرب"، خاصة بعد مباريات الرجاء والوداد، والطامة الكبرى أن النتيجة ليست هي المحدد، إذ يعم الخراب، سواء انهزم الفريق المضيف (الوداد أو الرجاء) أو انتصر، فالأمر سيان، ما يعني أن النية في إحداث الشغب مبيتة ومسبقة، وبمعنى آخر، إنها جريمة مع سبق الإصرار والترصد. ليلة الاثنين أعطى جمهور الرجاء المثل، ورجال الأمن بدورهم سهروا على تأمين أرواح وممتلكات المواطنين، ولأول مرة يرتاح سكان مقاطعة المعاريف، خاصة المناطق المجاورة للملعب من شغب "الهوليغانز" على الطريقة المغربية. إذن لأول مرة تابع المباراة جمهور كرة القدم، وليس عصابات مسلحة تغتنم فرصة المباراة، وتعيث في الدارالبيضاء فسادا.