أعلن المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، عبد الكبير العلوي المدغري٬ أول أمس الثلاثاء، بالرباط٬ أن الوكالة تتطلع خلال السنة الجارية، إلى تعبئة التمويل اللازم لمشاريع مبرمجة بقيمة 23 مليون دولار٬ منها حوالي مليون دولار للمشاريع الثقافية. وأوضح المدغري٬ خلال اجتماع الهيئة العلمية للمكتبة المتخصصة في تاريخ القدس الشريف وفلسطين٬ أنه جرى الحرص، من خلال هذه الاعتمادات، على تكريس المكانة المتميزة التي يحظى بها قطاع الثقافة في سلم الأولويات، من خلال برمجة مشاريع باعتمادات تقارب المليون دولار٬ ومواصلة دعم رصيد مكتبة القدس٬ التي دشنت أول أمس، وإطلاق المكتبة الرقمية. في هذا الصدد٬ أكد أن وكالة بيت مال القدس الشريف تتطلع إلى الانتهاء من ترميم وتجهيز بيت المغرب، ليكون منارة ثقافية مفتوحة لاحتضان أنشطة الشباب والجمعيات الثقافية المقدسية٬ مشيرا إلى أن الوكالة ستضع له إطارا قانونيا، وتخصص له ميزانية تسييرية تمكنه من القيام بأدواره التنويرية والإشعاعية في أحسن الظروف. كما برمجت الوكالة إقامة مركز للمعلومات ليكون رافدا من روافد (المكتبة المتخصصة في تاريخ القدس الشريف وفلسطين)، بمقر الوكالة٬ وسيعنى، حسب المدغري، بجمع المعلومات الإلكترونية المتعلقة بتاريخ القدسوفلسطين، وتصنيفها حسب الحوامل المختلفة (أقراص٬ ميكروفيلم ...)، وفتحه في وجه المدارس والمعاهد والجامعات، لتشجيع البحث والدراسات في القضايا العلمية والفكرية والإنسانية المرتبطة بهذه القضية. وأبرز المدير العام لوكالة بيت مال القدس الدور الذي تضطلع به (المكتبة المتخصصة في تاريخ القدس الشريف وفلسطين)، التي أصبحت جاهزة لتفتح في وجه الجمهور٬ في توفير المادة العلمية للباحثين والطلبة والجمهور، وفي حفظ أرشيف القدس بالمغرب. وأكد المدغري حرص وكالة بيت مال القدس الشريف على تطوير شراكاتها مع بعض المؤسسات العربية والإسلامية المهتمة، لاسيما المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو)، ومؤسسة الأرشيف الوطني الفلسطيني٬ فضلا عن العمل على إقامة شراكات جديدة مع مؤسسات أخرى متخصصة. وفي سياق متصل٬ ذكر المدغري بأن الوكالة خصصت، خلال سنتي 2010 - 2011، اعتمادات مهمة لتمويل ثقافية نوعية في القدس الشريف بقيمة 3,5 ملايين دولار همت تأهيل البنية التحتية ودعم البرامج الثقافية، وتمويل أنشطة البحث والنشر والطبع والتوزيع، واقتناء الكتب وأنظمة المعلوميات. وأوضح أن وكالة بيت مال القدس الشريف مولت برسم مخططها لسنة 2011، إعادة طباعة موسوعة "الرواد المقدسيون في الحياة الفكرية والأدبية في فلسطين"، في طبعة أنيقة تتضمن مجلدين كبيرين بقيمة 10 آلاف دولار٬ فضلا عن طبع دراسة من منشورات الأرشيف الوطني الفلسطيني، تحت عنوان "المغاربة وحائط البراق الشريف-حقائق وأباطيل"٬ ضمن مشروع مندمج تؤطره اتفاقية التعاون، التي تربط الوكالة بهذه المؤسسة بحجم استثمارات بلغ إلى، حد الآن، ما مجموعه 14 ألف دولار. وأضاف أن الوكالة عملت، أيضا، على تمويل مجموعة من الدراسات القيمة لمجموعة من الباحثين حول "تدوين تاريخ القدس "بكلفة 80 ألف دولار٬ وساهمت في تجهيز مكتبة الكلية الإبراهيمية بمبلغ 42 ألف دولار٬ كما مولت بغلاف مالي بلغ أكثر من مليون دولار أمريكي إعادة تأهيل مركز" يبوس" الثقافي٬ وهو عبارة عن سينما قديمة في وسط المدينة القديمة٬ ما أعاد له الحياة بعد زهاء 20 سنة من الإغلاق. من جهته، أشار مدير الشؤون الثقافية والاجتماعية والتربوية بوكالة بيت مال القدس، محمد بنيحيى، أن نفقات شراء الكتب المتوفرة بالمكتبة أواستنساخها بلغت 56 ألف دولار٬ مضيفا أن المكتبة تتوفر على رصيد مهم يبلغ حاليا 3 آلاف و904 عناوين و7 آلاف و210 نسخ٬ يتوزع على أشكال مختلفة من قبيل الكتب والدراسات والدوريات والمخطوطات والمواد السمعية البصرية وقصص الأطفال. كما اقتنت الوكالة نظام حوسبة متطور يقوم بمكننة الأعمال الفنية بالمكتبة٬ إذ يوفر هذا النظام فهرسا بيبليوغرافيا لمقتنياتها وما يرتبط به من نظم خدمات يستفيد منها رواد المكتبة تسهيلا لعمليتي البحث والاسترجاع٬ مضيفا أن الرصيد الوثائقي المتوفر حاليا بالمكتبة مفتوح ومتاح للجميع، وفق ضوابط تحدد العلاقة بين إدارة المكتبة وروادها بحسب القانون الداخلي الذي يجري إعداده حاليا. يشار إلى أنه جرى، أول أمس الثلاثاء، بالرباط، التوقيع على اتفاقية شراكة بين وكالة بيت مال القدس الشريف، ومدرسة علوم الإعلام، تهم التعاون بين الجانبين في مجال التوثيق وتسيير المكتبات وحفظ الأرشيف، لاسيما من خلال تطوير والرقي بجودة الخدمات التي توفرها مكتبة القدس التابعة للوكالة. وتنص بنود هذه الاتفاقية، التي وقعها كل من المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، عبد الكبير العلوي المدغري، ومدير مدرسة علوم الإعلام، الحسن لمعلم، خلال اجتماع الهيئة العلمية لمكتبة القدس، بالخصوص، على استشارة المدرسة من طرف الوكالة في ما يتعلق بتسيير المكتبات واستعمال التكنولوجيا الحديثة بها، وتمكين طلبة المدرسة من إنجاز تداريبهم وبحوثهم المبرمجة في إطار التكوين المتفق عليه، والذي يخدم أهداف الجانبين بمكتبة القدس. كما اتفق الجانبان على تنظيم لقاءات ودورات تدريبية في مجال المعلومات وعلاقتها بالقدس وتاريخ فلسطين، وكذا القيام بدراسات وبحوث تهم الإنتاج الفكري المتعلق بقضايا القدسوفلسطين، وتبادل الكتب والمنشورات والبحوث ذات الاهتمام المشترك والمشاركة المتبادلة في مختلف التظاهرات العلمية واللقاءات. ويتعين على مدرسة علوم الإعلام، بموجب بنود هذه الاتفاقية، المساهمة في تطوير مكتبة الوكالة والتعريف بها والمساعدة على إحداث مكتبة رقمية، والاستفادة من ثورة المعلومات والتكنولوجيات الحديثة، وإشراك أساتذة المدرسة لتقديم تصور حول مكتبة المستقبل. واتفق الجانبان على التشاور المنتظم وتبادل المعلومات والوثائق بخصوص البرامج والمشاريع المزمع إنجازها من كل طرف منهما، والخاصة بالقدس، وتركيز جهودهما على إنجاز النشاطات والمشاريع التي يتفقان على تنفيذها. ويمتد العمل بهذا الاتفاق، الذي يشكل إطارا عاما للشراكة، على مدى ثلاث سنوات، ويمكن تمديده للمدة نفسها باتفاق بين الطرفين.