هتف آلاف المغاربة من مختلف المدن، صباح أمس، في الدارالبيضاء، بأصوات عالية من أجل "تحرير القدس". وشارك في "مسيرة الشعب المغربي من أجل القدس"، رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران٬ وزعماء الأحزاب السياسية، والمركزيات النقابية، وممثلي جمعيات المجتمع المدني. ورفع المشاركون في مسيرة بشارع محمد السادس، الذين قدر عددهم بحوالي 20 ألفا، شعارات من أجل "الدفاع عن القدس، وتحريرها، والتصدي للمخططات العنصرية، والإرهابية الصهيونية، التي تستهدف القدس، وعموم فلسطين في هويتهما العربية، والدينية، والتاريخية، والحضارية"، مع التنديد ب"الصمت والتواطؤ الدوليين". والتف اليميني واليساري في مسيرة أمس الأحد، التي دعت إلى تنظيمها السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، والمكتب التنفيذي للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، من أجل "الدفاع عن أوقاف المغاربة في القدس، التي تتعرض للهدم والإبادة، ومواجهة جرائم القتل والتدمير والتهجير والضم والاستيطان والتهويد والتشريد والمصادرة والتطهير العرقي في القدس، وعموم فلسطين، ومن أجل دعم صمود المقدسيين، ومقاومتهم للاحتلال، ومن أجل حق الفلسطينيين في العودة إلى مساكنهم، ومدنهم وقراهم، التي هُجروا منها، وفي تقرير مصيرهم، وتحرير أرضهم، وبناء دولتهم الفلسطينية، على كامل ترابهم الوطني". وتزامن تنظيم هذه المسيرة مع مسيرة القدس العالمية، التي انطلقت من مختلف بقاع العالم يوم 30 مارس الماضي. وانطلقت المسيرة حوالي العاشرة والنصف صباحا، من تقاطع شارعي أبو شعيب الدكالي ومحمد السادس بالدارالبيضاء، لتتوقف أمام مقر الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وشاركت فيها جميع الأحزاب المغربية، يتقدمها حزب العدالة والتنمية، والاتحاد الاشتراكي، والتقدم والاشتراكية، والاستقلال، والاشتراكي الموحد، إضافة إلى المركزيات النقابية، وفعاليات سياسية، وأعضاء "السلفية" المفرج عنهم أخيرا. وقال محمد الوافي، عضو الأمانة العامة للاتحاد المغربي للشغل، إن "مسيرة القدس رسالة يجدد من خلالها الشعب المغربي شعارا رفعته الحركة الوطنية، ورموز الشعب المغربي والمنظمات الجماهيرية المناضلة، بأن القضية الفلسطينية قضية وطنية". وأضاف الوافي، في تصريح ل"المغربية"، أن "المسيرة تجديد للعهد مع القضية الفلسطينية، وتجديد العزم والإصرار على أن القضية الفلسطينية قضية وطنية، وهذه رسالة إلى العالم، يقول من خلالها الشعب المغربي إن فلسطين مازالت ترزح تحت الاستعمار، وأن الحركة النضالية مستمرة إلى غاية تحرير الشعب الفلسطيني". وخلص الوافي إلى أن "الواجب يفرض علينا جميعا النضال والتضامن مع الشعب الفلسطيني". وعن الحزب الاشتراكي الموحد، قال محمد حمزة، إن "الحضور اليوم في المسيرة جاء تلبية للنداء العالمي من أجل القدس، بهدف إحياء القضية الفلسطينية، التي خفت صيتها على إثر الحراك العربي"، معتبرا، في تصريح ل"المغربية"، أن "المسيرة تُعبر عن نضج حقيقي، وشاركت فيها جميع فئات الشعب المغربي، بشعارات موحدة، واحتجاج المواطن، من أجل نصرة القضية الفلسطينية". من جهته، اعتبر محمد اليتيم، عضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية، أن "المسيرة هي مسيرة الشعب المغربي، كباقي الشعوب في مختلف العالم، التي تنتظم في مسيرات، نصرة لقضية فلسطين، ونصرة لقضية القدس، التي تعتبر القضية المركزية في الصراع العربي الإسرائيلي". وأشار اليتيم، في تصريح ل"المغربية"، إلى أن "الشعب المغربي يثبت أن هذه القضية مازالت تحتل أهميتها الدائمة، على عكس ما كان يراهن عليه البعض، بنسيان القضية الفلسطينية مع الربيع العربي". واعتبر أن "التحولات في العالم العربي نحو التحرر والديمقراطية ستنعكس على فلسطين"، وخلص اليتيم إلى أنه "لا حل لقضية فلسطين من دون حل لقضية القدس، ولا حل للقضية الفلسطينية مع استمرار تهويد القدس". مستغربا "قبول العالم الحر، الذي ينادي بالديمقراطية، بفكرة الدولة اليهودية، التي تتأسس على طرد الفلسطينيين من القدس، وجعل هذه المدينة الروحية لجميع الأديان السماوية، حكرا على اليهود"، وخلص إلى أن "المسيرة جاءت لتقول للفلسطينيين، وللمقدسيين، إن قضية القدسوفلسطين مازالت حاضرة، وأن الشعوب العربية وراءهم من أجل تحرير القدسالمحتلة".