دعا مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي٬ مساء أول أمس الاثنين بروما٬ إلى شراكة أورو متوسطية جديدة مبنية على الإنصاف والطموح والمساواة والاحترام المتبادل٬ وعلى الخصوص٬ على المعرفة. وأبرز أزولاي٬ خلال ندوة حول تطوير العلاقات الأورو متوسطية بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة٬ الضرورة الملحة٬ بالنسبة لكل الشركاء في المنطقة٬ التي تكتسيها إقامة فضاء تحكمه خارطة طريق جديدة وقواعد مشتركة للتعايش. وقال أزولاي٬ خلال هذه الندوة التي حضرتها شخصيات تضم سفراء ورجال أعمال وبنكيين ونوابا برلمانيين ومسؤولي منظمات اقتصادية٬ "إن على أوروبا٬ التي تسعى إلى استيعاب التنوع الثقافي٬ أن تتغلب على مخاوفها". وأكد مستشار جلالة الملك أن "حكامة مشتركة تفرض نفسها اليوم على كل منا في الواقع"٬ مشيرا إلى أن (الاتحاد من أجل المتوسط)٬ الذي ولد موسوما بهذه التعددية الثقافية٬ يقترح هذا التقاسم المشترك وهذا المصير المشترك والمتضامن". وبخصوص المغرب الذي وصف وضعه بالمتفرد٬ لاحظ أزولاي أن المملكة انخرطت في نهج للتغيير الطوعي وفي مشروع مجتمعي للانفتاح والتسامح٬ مضيفا أن "الربيع العربي" مكن المغرب من تسريع إصلاحاته تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس٬ بيد أن المملكة أبانت عن حس استباقي وجرأة وعرفت كيف تقدم إجابات عن انتظارات المواطنين، في ظل الاستمرارية. وأشار أزولاي٬ الذي كان مرفوقا بسفير المغرب في إيطاليا، حسن أبو أيوب٬ إلى تفرد الدستور المغربي الذي كرس تعزيز الهوية الوطنية بالرجوع إلى تنوعها الاجتماعي والثقافي واللغوي والديني. ومكنت الندوة٬ التي نظمها نادي "دبلوماسية" الذي يعد شبكة مكونة من سفراء معتمدين بإيطاليا وفاعلين مؤسساتيين ومقاولاتيين٬ إثر ذلك٬ من إثارة النقاش حول العديد من القضايا٬ من قبيل الاندماج الإقليمي والتعاون جنوب- جنوب وسياسة الجوار ودور الثقافة، باعتبارها عاملا للتقارب. وكان من بين الشخصيات التي حضرت الندوة٬ التي ناقشت أيضا موضوع الاندماج الطاقي٬ على الخصوص، المدير التنفيذي للعملاق الإيطالي في مجال الطاقة "إينيل غرين باور"، فرانسيسكو ستاراسي.