تسبب الإجراء الذي اتخذته جامعة (لندن سكول اوف ايكونومي) والذي يقضي بقطع كافة علاقاتها مع نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي، في منع عقد اندريه ازولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيس مؤسسة آنا ليند للحوار الاورو متوسطي، محاضرة له في الجامعة اللندنية العتيقة.محاضرة سابقة لسيف الإسلام القذافي في جامعة "لندن سكول اوف ايكونومي" اطف جلال من لندن: حال سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي دون أن يعقد اندريه ازولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيس مؤسسة آنا ليند للحوار الاورو متوسطي، محاضرة له كانت مبرمجة في "لندن سكول اوف ايكونومي" منذ مدة بعنوان "نظرة من الرباط: واقع جديد، وتحديات جديدة في منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي". ويعود سبب ذلك إلى أنّ الجامعة اللندنية العتيقة قررت أخيرًا قطع كل علاقاتها بسيف الإسلام، ووقف برنامج دراسات حول شمال إفريقيا استحدث بفضل هبة مالية قدمتها المؤسسة الخيرية التابعة لنجل القذافي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى برنامج لتدريب موظفين ليبيين، جراء توجيه اتهامات إلى سيف الإسلام بشأن تزويره للرسالة الني نال على أساسها شهادة الدكتوراه من هذه الجامعة البريطانية العتيقة. وتبعًا لذلك، تقررت إقامة محاضرة ازولاي في مقر "البريتيش كانسل " القريب من ساحة " ترافلغر سكوير" . وقال ازولاي ،في محاضرته الليلة قبل الماضية، إن المغرب رسم معالم مستقبله، بوضوح وعزم في إطار دينامكية الإصلاح والحداثة الهادئين. وأشار إلى انه متفائل وواثق في مستقبل بلده. وذكر ازولاي بالخيارات الواضحة المعالم للتعددية واقتصاد السوق، التي انتهجها المغرب منذ بداية عقد الستينيات من القرن الماضي، في وقت تبنت فيه عدة دول في المنطقة انظمة سياسية تقوم على الحزب الوحيد والاقتصاد المخطط. وأبرز المستشار الملكي أن هذا المستقبل يتمثل في دينامية التغيير الجارية وفقا لنظرة مختلفة، ملاحظًا أن المغرب له ما يكفي من التجارب والمصداقية والأدوات اللازمة للمضي قدما إلى الأمام. اندريه ازولاي (على اليمين) مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيس مؤسسة آنا ليند للحوار الاورو متوسطي. وحرص أزولاي ،أمام أزيد من مائة شخصية من عالم السياسة والدبلوماسية وجامعيين وإعلاميين، من بينهم الأميرة للا جمالة العلوي،سفيرة المغرب لدى بلاط سان جيمس وسفير بريطانيا لدى المغرب، تيم موريس على إبراز "انسجام ومشروعية ووجاهة مشروع المجتمع الذي وضعه الملك محمد السادس خلال السنوات العشر الأخيرة، استنادًا إلى خيارات تاريخية وأسس اعتمدها المغرب غداة الاستقلال". وأكد أزولاي أن " قراءة واستيعاب الواقع المؤسساتي والسياسي والاجتماعي لبلدنا،ينبغي أن يتم انطلاقا من هذه الاختيارات الرائدة والجريئة ". وذكر ازولاي، بعد أن أبرز التنوع والانفتاح اللذين ميّزا المغرب على الدوام، بأن المملكة المغربية كانت أول بلد في المنطقة عمل على تكريس حقوق المرأة. وأشار إلى أن هذه المكتسبات المتعددة جعلت المغرب منسجما مع ذاته، ومكنت من بناء مجتمع منفتح ومرن وحيوي، قادر على استباق الإصلاحات. وتحدث ازولاي عن التغيير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقال انه يتيح فرصة لإعادة التفكير في الشراكة الأورو- متوسطية على نحو يجعلها أكثر إنصافا. واضاف ازولاي ان "التاريخ يطرق باب أوروبا"، داعيا أصحاب القرار الأوروبي إلى استيعاب الواقع الجديد كتغيير واعد ل"مستقبلنا المشترك". وزاد ازولاي قائلاً إن أوروبا، بالنظر إلى علاقاتها المتعددة مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مطالبة بأن تكون فاعلاً نشطًا في ظل هذا المعطى الجديد، معربا عن تفاؤله إزاء العالم العربي الجديد الذي بدأت تظهر ملامحه. وأشار أزولاي إلى أن الوضع الجديد في المنطقة يتيح الفرصة لإضفاء مصداقية جديدة على الشراكة الأورو – متوسطية،التي يجب أن تكون قائمة على تصور مشترك. وكان ازولاي عقد الأربعاء بلندن، جلسة عمل مع رئيس أساقفة كانتربوري ،روام وليام، الذي كان مرفوقا بمساعديه الأقربين. كما تباحث مستشار ملك المغرب، الذي كان مرفوقا بسفيرة المغرب لدى بريطانيا، مع سيمون فريزر، نائب وزير الخارجية البريطاني. ونشّط أزولاي أمس ( الخميس) محاضرتين بجامعة مانشستر، تمحورت أحداهما حول موضوع العلاقات التاريخية بين مدينتي مانشستر والصويرة منذ القرن الثامن عشر. عن موقع إيلاف