منعت السلطات المحلية في مدينة ميدلت، مساء أول أمس الاثنين، أزيد من 80 مواطنا من سكان دوار أيت بوعلي، الذي يبعد عن بومية بحوالي 30 كيلومترا، من مواصلة مسيرتهم في اتجاه الرباط للمطالبة بفك العزلة وبناء مركز صحي ومؤسسات تعليمية بالمنطقة، ووعدت بإيجاد حلول لمطالبهم. وقالت مصادر "المغربية" إن المسيرة انطلقت، صباح أول أمس الاثنين، من دوار أيت بوعلي سيرا على الأقدام، مرورا بجماعة بومية، في اتجاه مدينة الرباط. وأضافت المصادر أن السلطات المحلية بميدلت طمأنت المحتجين، بمقابلتهم في اليوم الموالي، ومناقشة جميع المشاكل، وعلى رأسها فك العزلة والحصار المضروب على السكان بسبب الثلج والبرد. وعزا مصطفى بورحو، جمعوي بأيت بوعلي، تنظيم مسيرة الاحتجاج إلى "عدم استجابة السلطات العمومية والجماعات المحلية" لمطالب السكان، المتمثلة في رفع الحصار الثلجي عنهم، وفك العزلة بين دوار أيت بوعلي ومركز بومية، وإصلاح الطريق الرئيسية التي تمر من وسط بومية على امتداد 30 كيلومترا. وأضاف بورحو، في اتصال هاتفي مع "المغربية"، أن امرأة حاملا فاجأها المخاض، أخيرا، ووضعت جنينها وسط الطريق، ولولا تدخل رئيس جماعة بومية لفارقت الحياة ووليدها، مشيرا إلى أن المنطقة في حاجة ماسة إلى مركز صحي، ومؤسسات تعليمية حديثة لاستيعاب عدد كبير من التلاميذ. من جهته، قال لحسن لعفريت، رئيس جمعية إيماغين إعزاب للتنمية والثقافة والفن والرياضة، ل"المغربية"، إن "منطقة أيت بوعلي تعيش عزلة تامة، وتعاني التهميش واللامبالاة من طرف المسؤولين"، مضيفا أن المدارس التعليمية بالدوار المذكور مهددة بالانهيار في أي لحظة، بسبب تقادم بناياتها. وأوضح لعفريت أن العاصفة الثلجية وموجة البرد، اللتين اجتاحتا المنطقة مدة أزيد من شهر، تسببت في إتلاف محاصيل زراعية مثل القمح والشعير، وألهبت أسعار العلف. وأكد أن سكان دوار أيت بوعلي يطالبون بإيفاد لجنة من الجهات الرسمية للوقوف على "حجم المشاكل، التي يعانيها المواطنون في صمت". واستنادا إلى مصادر أخرى، فإن موجة البرد القارس والحصار تسببا في ارتفاع صاروخي لأسعار المواد الغذائية الأساسية، بعد أن وصل ثمن "قالب السكر"، إلى 20 درهما، وبيع مواد أخرى في السوق السوداء.