سُجلت أعلى نسبة انقطاع عن الدراسة من قِبل التلاميذ، خلال الأيام القليلة الماضية، في إقليمي ميدلت وخنيفرة، بعد التساقطات الثلجية المهمة، التي شهدتها المنطقة منذ بداية الأسبوع الماضي. أطر تربوية في طريقها نحو إحدى المدارس النائية بميدلت (خاص) وقالت مصادر جمعوية، ل"المغربية"، إن موجة الانقطاع عن الدراسة لُوحظت بقوة في مجموعة مدارس أيت بويعقوب، في قيادة لقباب بإقليم خنيفرة، ومجموعة مدارس أيت حنيني، في قيادة تونفيت، بإقليم ميدلت. وأعادت المصادر ذاتها أسباب هذا الانقطاع إلى قسوة الظروف المناخية بالمنطقة منذ الأسبوعين الماضيين، إذ انخفضت درجات الحرارة إلى عشر درجات تحت الصفر في بعض المناطق الجبلية، إضافة إلى بُعد المسافة الرابطة بين المدارس والتجمعات السكنية، إذ يضطر التلاميذ إلى قطع مسافة خمسة كيلومترات في أحسن الأحوال، وسط الأوحال والصقيع، للوصول إلى حجرات الدراسة الباردة، بسبب النقص الحاد في حطب التدفئة بالمدارس الابتدائية. وقال علي أعدي، رئيس جمعية "إيدكل للمحافظة على البيئة"، وعضو "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، إن قسوة الظروف المناخية وضعف البنيات التحتية في هذه المناطق دفعت الآباء وأولياء التلاميذ إلى إجبار أبنائهم على ملازمة البيت، مخافة إصابتهم بنزلة برد، أو أمراض معدية في المدارس. من جهته، أكد خالد اليوسفي، رئيس "جمعية أشبيس للتنمية في تونفيت"، أن الصقيع أثر بشكل ملحوظ على كلأ الماشية وزراعات القمح والشعير، ما جعل السكان يلجأون إلى الاستعانة بالأعلاف المصنعة، رغم ثمنها الباهظ، لإنقاذ ماشيتهم من الضياع، كما دفعت الظروف القاسية، حسب المتحدث نفسه، بعض السكان إلى التفكير في مغادرة الدواوير النائية، والهجرة نحو المدن.