شهد المؤتمر الدولي لمكافحة السرطان في الشرق الأوسط وإفريقيا، المنظم من طرف جمعية لالة سلمى لمحاربة داء السرطان، من 12 إلى 14 يناير الجاري بمراكش، تقديم البيانات الحديثة عن فعالية وسلامة اللقاحات المتوفرة للوقاية من سرطان عنق الرحم والذي يهدد حوالي 11 مليون امرأة، وتصنفه منظمة الصحة العالمية ثاني أنواع السرطان شيوعا بين النساء في المغرب. وقدمت الشركة العالمية للإنتاج في مجال العلاج الصحي MSD)) خلال المؤتمر، بياناتها حول اللقاح "رباعي التكافؤ"، الذي يحمي من فيروس الورم الحليمي البشري من نوع ( 6 و11 و16 و18). ويوجه استعمال اللقاح المضاد لفيروس سرطان عنق الرحم إلى الفتيات والفتيان، على حد سواء، إلا أن الفتيات هن الفئة الأكثر استهدافا، لرفع مستوى حمايتهن من الإصابة، لأن النساء أكثر إصابة بهذا النوع من السرطان، حسب ما كشفت عنه ندوة صحفية، نظمت مساء أول أمس الخميس، في الدارالبيضاء، حول الموضوع. وأبرزت المداخلات أن التمنيع يبقى الوسيلة الوقائية التي يتيحها البحث الطبي، على اعتبار أن الفيروس يعد السبب الرئيسي الثاني للسرطان لدى النساء في العالم، بينما تشير التقديرات إلى تشخيص ألف و979 إصابة بسرطان عنق الرحم، سنويا، في المغرب، منها ألف و152 حالة تؤدي إلى الوفاة. وقالت عائشة خرباش، اختصاصية في أمراض النساء والتوليد بمستشفى السويسي في الرباط، إن المواطنين مدعوون إلى الوعي بأهمية التلقيح ضد الفيروس المسؤول عن سرطان عنق الرحم، لاتقاء شر المرض، الذي يتسبب للنساء في مشاكل صحية واجتماعية ونفسية خطيرة، يفقدن معها الشعور بأنوثتهن وحقهن في الأمومة، سيما أن شريحة مهمة منهن يعانين تخلي الأزواج عنهن، وإهمالهن في مصالح علاج المرض. وذكرت الاختصاصية أن هذا النوع من الفيروسات يمكن أن تصاب به الفتاة أو المرأة، في اليوم الأول من زواجها، إذا كان شريكها مصابا بالفيروس، الذي يعد أول مرض ينقل جنسيا، سيما النوعان 18 و6، اللذان يعدان الأكثر انتشارا. وقالت خرباش إن البحث العلمي أتاح إمكانية تجنب الإصابة بسرطان عنق الرحم، من خلال التلقيح والحرص على الفحص المنتظم بواسطة "الفروتي"، إلا أنها نبهت إلى أن هناك حدودا معينة في الكشف عن المشاكل الصحية في عنق الرحم، ما يجعل التلقيح الطريقة الأكثر أمانا. وركزت المداخلات على أن اللقاح يحمي ضد أربعة أنواع من فيروسات الورم الحليمي البشري من الأورام الثؤلولية التناسلية، التي لا تسبب مشاكل جسدية، فحسب، بل فسيولوجيا، أيضا، كما يحمي من نوعين آخرين من فيروس الورم الحليمي البشري، المسؤولين عن أكثر من 90 في المائة من الأورام الثؤلولية التناسلية.