أفادت مصادر طبية أن المغرب يتجه نحو إدراج اللقاح المضاد لسرطان عنق الرحم، المعروف ب"الورم الحليمي البشري"، ضمن البرنامج الوطني للتلقيح، لخفض عدد الإصابات بسرطان عنق الرحم ويعتبر سرطان عنق الراحم ثاني نوع من السرطان الأكثر انتشارا بين المغربيات، وثالث مسبب للوفاة عند النساء، بعد سرطان الثدي والرئة. وأكدت مصادر "المغربية" أن إدراج اللقاح ضمن البرنامج الوطني للتلقيح يأتي تطبيقا لمخطط وطني لمحاربة السرطان، وتسهيل الولوج للعلاج من قبل الأسر متواضعة الدخل، لغلاء كلفته، التي تصل إلى قرابة 4 آلاف درهم، رغم أنه مدرج ضمن الوسائل الطبية المضمون استرجاع كلفتها من قبل مدبري التأمين في المغرب. وذكرت المصادر أن الاختصاصيين في مصالح الأنكولوجيا في المغرب يعولون على هذا اللقاح، لوقف نسبة انتشاره بين النساء، إذ يمس ما بين 10 إلى 40 امرأة من بين 100 امرأة، بنسبة إصابة تصل إلى 13 في المائة، ويعد ثاني نوع من السرطان الأكثر انتشارا بين المغربيات، وثالث مسبب للوفاة عند النساء، بعد سرطان الثدي والرئة. وأضافت المصادر أن الداء يكتسي خطورة كبيرة، وتتوفى بسببه امرأة كل دقيقتين عبر العالم، ويمس أزيد من 500 ألف امرأة سنويا في العالم، وهو ما سيجري النقاش حوله في اجتماع يضم العديد من الخبراء والاختصاصيين في محاربة وعلاج سرطان عنق الرحم، مغاربة وأجانب، يبدأ غدا الخميس ويستمر إلى الأحد المقبل في مراكش، بدعوة من جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان. وحول مدى احتواء هذا اللقاح على مضاعفات صحية، قد تصيب الفتيات الملقحات به، نفى عبد اللطيف بن ايدار، رئيس مصلحة الأنكولوجيا، التابعة للمستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، وعضو المجلس العلمي لجمعية للاسلمى لمحاربة السرطان، في تصريح ل"المغربية"، وجود مخاوف من استعمال هذا اللقاح، مؤكدا أن "نجاعته وفعاليته كبيرة لوقف الإصابة بسرطان عنق الرحم، ولذلك يستعد المغرب لإدراجه ضمن البرنامج الوطني للتلقيح، في المستقبل". وقالت مصادر متطابقة إنه، في انتظار دخول اللقاح إلى المستشفيات العمومية، يجري النقاش مع المختبرات المصنعة له لخفض كلفته، ليصبح في متناول الجميع. من ناحية أخرى، أكدت مصادر من فيدرالية مراكز الأنكولوجيا للقطاع الخاص، ل"المغربية"، أن اللقاح الواقي ضد سرطان عنق الرحم "لا يعني إلا الفتيات بين سن 12 و16 سنة، وقبل أي تجربة جنسية، لضمان وقايتهن من الفيروس". وأشارت المصادر إلى أن حالات الإصابة بالأنواع الخطيرة من سرطان عنق الرحم في المغرب أخذت في التراجع، بفضل الكشف المبكر، بعد الحملات التوعوية، التي نفذها الأطباء العاملون في المجال، وجهود "جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان"، إلا أن الإصابة به ما زالت مستمرة، ما يستدعي فتح مزيد من قنوات التواصل مع الشباب، لاتخاذ جميع الأشكال الوقائية ضد الداء، مثل الحرص على النظافة وتربيتهم على الإخلاص في العلاقات الجنسية.