يصيب سرطان الثدي سنويا ما بين 12 إلى 15 ألف امرأة في المغرب، 50 في المائة منهن يحتجن إلى بتر أثدائهن المصابة لوقف انتشار المرض. الكشف بواسطة 'الماموغرافي' السبيل الوحيد لتجنب شبح سرطان الثدي (أرشيف) وتبقى هذه المعطيات مجرد تقديرات أطباء اختصاصيين في الداء،في ظل غياب إحصاءات وطنية مضبوطة، علما أن عدد الإصابات بالسرطان في المملكة، بشكل عام، يقدر ب50 ألف حالة جديدة كل سنة، منها أزيد من ألف حالة في صفوف الأطفال. وتكمن خطورة الداء في أنه يهدد 3 ملايين مغربية، من اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 38 و40 سنة، إذ أن 21.3 في المائة من المصابات بهذا المرض يحدد عمرهن في 40 سنة، بينما يمس امرأة من بين 8 مغربيات، علما أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن 78 في المائة من حالات الإصابة بسرطان الثدي تحدث بعد بلوغ المرأة سن الخمسين. ويراهن المغرب على خفض عدد الإصابات بهذا المرض، الذي يمس أزيد من 10 في المائة، من خلال التشجيع على الكشف المبكر عن الداء بواسطة جهاز "الماموغرافي"، في إطار الحملة الوطنية، التي أطلقتها جمعية الأميرة للاسلمى لمحاربة داء السرطان. ويسهل جهاز "الماموغرافي" التعرف المبكر عن الإصابة بالورم الخبيث، لما يسمح بالولوج المبكر للعلاجات لتفادي بتر الثدي، في ظل لقاح وقائي ضد الداء، كما هو الأمر بالنسبة إلى اللقاح المضاد لسرطان عنق الرحم، الذي يعتبر، إلى حدود اليوم، أحد اكتشافات البحث الطبي المهمة. وتحتل الإصابة بسرطان الثدي، المركز الأول، ضمن لائحة أنواع السرطانات المسجلة لدى النساء. ويودي الداء بحياة أكثر النساء المتراوحة أعمارهن ما بين 35 و59 سنة، كما أنه من بين 3 آلاف حالة يجري فحصها من سرطان الثدي في المغرب سنويا، ثلثها فقط تجري معالجتها. ومن أبرز هموم النساء المصابات بسرطان الثدي، ارتفاع تكلفة العلاج، التي تتراوح، حسب مصادر طبية، بين 40 و50 ألف درهم، علما أن علاج السرطان يكلف ما بين 20 ألفا و150 ألف درهم. ويعتبر سرطان الثدي من الأمراض الخبيثة الأكثر شيوعا عند المرأة، كما أن أسبابه ما زالت غير معروفة بدقة، إلا أنه يفسر بوجود خلل في عمل الخلايا التي تتكاثر بشكل عشوائي. ومن أبرز أعراضه، تكون ورم أو انتفاخ في الثدي أو تحت الإبط، مع تغير في شكله وحجمه أو تدويره، إلى جانب إمكانية وجود إفرازات من الحلمة، ما عدا خروج الحليب، وتغير في لون أو ملمس الثدي، إلى جانب تغير في لون الحلمة أو بروزها، أو انقلاب الحلمة، أو تغير في جلد الحلمة، أو الشعور بألم فيها. ومن العوامل التي ترفع من خطورة الإصابة بسرطان الثدي، تقدم المرأة في السن، إذ أن 77 في المائة من الحالات تشخص بعد سن 55 عاما، في حين أن هذه النسبة تبلغ فقط 18 في المائة عند النساء في الأربعينات من العمر. وتشير الإحصائيات إلى أنه من 5 إلى 10 في المائة من حالات سرطان الثدي لها مسببات وراثية، وتحديدا تشوهات في عمل جينات طبيعية، علما أن هذه الجينات يحملها الرجال والنساء سواسية، لذا يمكن وراثتها عن طريق الوالد أو الوالدة، إلا أنه ليس بالضرورة أن تصاب المرأة الحاملة للجينات المعدلة بسرطان الثدي، لأن هناك عوامل أخرى تساعد على نشوء السرطان. ويتحدث الأطباء عن أن خطورة الإصابة ترتفع مع وجود حالة مماثلة لدى قريبات مباشرات، أما إذا كانت ثمة حالتان، فإن احتمال الخطر يزداد خمسة أضعاف. ويدرج بعض الأطباء ضمن مسببات المرض، إفراط المرأة في تناول موانع الحمل، التي تؤخذ عبر الفم، واستعمال هرمون الأستروجين أو البروجسترون، مع الإصابة بالسمنة المفرطة، والطعام الغني بالدسم، وتناول الكحول، والتلوث البيئي، وسوء الحالة النفسية الدائمة، بينما يعد من العوامل المساعدة على التقليل من الإصابة بسرطان الثدي، الرضاعة الطبيعية، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب الإرهاق، وتوتر الأعصاب والتغذية السليمة المعتمدة على الأسماك، والخضر، والفواكه.