أكدت الجمعية المغربية للناشرين، على لسان كاتبها العام جمال التويمي، تعليق مشاركتها في الدورة 18 للمعرض الدولي للكتاب بالمغرب، المقرر تنظيمها ما بين 10 و 19 فبراير المقبل بالدارالبيضاء. وقال جمال التويمي في تصريح ل"المغربية" إن الجمعية تؤكد ما ورد في بلاغها الصادر نهاية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنها طالبت بتخصيص مواقع في الواجهة للعارضين المغاربة، مع تجميعهم في المداخل الرئيسية، واجتثاث الخيمة التي ابتدعتها إدارة المعرض، وحرصت على إقامتها بمدخله بشكل مشوه، لكن الوزارة لم تستجب. وأوضح التويمي أن هناك مشكلا في التواصل بين الجمعية والقائمين على المعرض، مشيرا إلى غياب الحوار في ظل تنسيق مثمر بين كل الفعاليات المشاركة في المعرض، وأضاف أن أعضاء الجمعية فوجئوا باستعمال لغة خشبية تنم عن روح متعالية سلطوية إقصائية من لدن إدارة المعرض الدولي للكتاب، التي عبر ممثلوها في آخر لقاء لهم مع الجمعية بتاريخ 13 دجنبر الماضي، عن أن تنظيم المعرض شأن يخصها هي، وما على العارضين سوى الالتزام بقراراتها التنظيمية. وأبرز التويمي أن الجمعية لا ترى في إقامة المعرض الدولي للكتاب مجرد مناسبة لبيع الكتب، بل تعتبره واجهة للتعريف بالثقافة المغربية، وإطلاع زواره والعارضين فيه من مختلف الدول المشاركة على ما جد من إنتاج فكري وإبداع مغربي، مشيرا إلى أن الجمعية حرصت منذ إنشائها، على فتح حوار مع وزارة الثقافة، لتقديم مقترحاتها بهذا الخصوص. من جهته، قال حسن الوزاني، مدير مديرية الكتاب بوزارة الثقافة، في تصريح ل"المغربية"، أن الناشرين المغاربة يعاملون بتفضيلية ملحوظة على مستوى التموقع في خارطة المعرض، إذ تمنح لهم أجود الأروقة الموجودة على الممرات الرئيسية في فضاء المعرض، مشيرا إلى أنه لم يستوعب شخصيا دواعي بيان الإخوة في الجمعية المغربية للناشرين، وهي بالمناسبة إحدى الجمعيات الممثلة للناشرين المغاربة، لأكثر من سبب. أولا، "لأنني لا أرى، كما قد يقاسمني الكثيرون، أن موضوعا بحجم موضوع الخيمة، التي خصص لها البيان، يستحق موقفا بهذا الحجم. وثانيا، لأنني أتصور، أن اجتماعنا بالإخوة في مكتب الجمعية، كان قد انتهى إلى توضيح كل النقط المرتبطة بمطالب الجمعية، وكان التزامنا واضحا في اتجاه الحرص على تجنب ما يفترض أنها مشاكل التجارب السابقة، وهي التزامات من المفروض أن يكون محضر الاجتماع وفيا لها، على الأقل كما تفترض أخلاقيات الحوار. ولمزيد من التوضيح، توقف الوزاني عند مطالب الجمعية في ما يخص الخيمة التي تقام خارج فضاء العرض الرئيسي، مشددا على أن نصب الخيمة اضطرار لا مفر منه في ضوء عدم كفاية مساحة الفضاء الرئيسي للاستجابة لكافة الطلبات المقدمة من دور النشر الوطنية والدولية، خصوصا أن عدد الناشرين المؤكد حضورهم، خلال هذه السنة، فاق 800 ناشر مباشر وغير مباشر، وهو رقم يجري تحقيقه لأول مرة في تاريخ المعرض، حسب الوزاني، الذي أكد أن المديرية اضطررت إلى رفض عدد مهم من الطلبات حرصا على مهنية المعرض". وأوضح الوزاني أنه لو كان اجتثاث الخيمة اختيارا لبادرت وزارة الثقافة قبل غيرها إلى الاستغناء عنها، خصوصا أن نصبها يكلف الوزارة تكاليف مالية إضافية، قائلا "لَما سلمنا مع الجمعية أن وجود عرض البيع في الخيمة يضر بعرض البيع في الفضاء الرئيسي، اتخذنا إجراء بجعل الخيمة فضاء للعرض فقط، خاصا بالمجتمع المدني والجمعيات الثقافية"، مؤكدا أن اجتثاث الخيمة يعني رفض طلبات عدد من مؤسسات المجتمع المدني الثقافية، ومنها على سبيل المثال بيت الشعر واتحاد كتاب المغرب وغيرهما من الجمعيات التي نعتبرها شريكا لنا في هذا المشهد الثقافي، وهو أمر غير وارد بتاتا". وفي ما يخص تجميع العارضين المغاربة في أماكن رئيسية في فضاء المعرض، قال الوزاني "ينبغي التذكير هنا، من باب الأمانة، أن هذا المطلب يتنافى مع رغبة بعض الأعضاء من جمعية الناشرين نفسها، وهو أمر موثق بمراسلات وردت على مديرية الكتاب، وحتى إن فرضنا جدلا أن الإجماع متحقق حول المطلب، فإنه يتنافى مع روح معرض الدارالبيضاء وأي معرض دولي آخر في العالم، فهذا الفرز لا مبرر له في ضوء أن المعرض بما هو مجال للتنافسية، هو أيضا فضاء للقاء والتجاور، والناشرون المغاربة الذين يشاركون في معارض الكتاب خارج المغرب بدعم من وزارة الثقافة يفهمون جيدا هذا الأمر .. صحيح أن تجميع الناشرين قد يصح بحسب نوعية منشوراتهم، لتقريب المؤتلف، من باب تيسير التجوال والبحث عن الكتب بالنسبة للجمهور.. لكن أن يجري التجميع على أساس الدول فهو أمر غير مفيد حتى لمن طلبوا ذلك..". وفي ختام كلامه استغرب الوزاني طلب الجمعية تنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب مرة كل سنتين، لأنه من المنطقي أن تسير الأمور نحو الأمام، مشيرا إلى أنه على الناشرين أن يكونوا أكثر من يدافع عن انتظام المعرض، مشددا على ضرورة تجنب تضخيم المشكل، الذي اعتبره صوريا، ومتمنيا أن يكون الناشرون من أعضاء الجمعية حاضرين في المعرض.