فجر قرار حزب التقدم والاشتراكية المشاركة في الحكومة المقبلة، برئاسة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، صراعات حول هوية الحزب بين قيادييه. السعدي رفقة قياديين من التقدم والاشتراكية في ندوة صحفية أمس الأربعاء بالرباط (كرتوش) واتهم قياديون في التقدم والاشتراكية، بزعامة سعيد السعدي، عضو المكتب السياسي، في ندوة صحفية أمس الأربعاء بالرباط، نبيل بنعبد الله، الأمين العام ب"السطو على الحزب، وإفراغه من حمولته الفكرية والإيديولوجية، وإبعاده عن قيم اليسار، وطمس هوية التقدم والاشتراكية فيه"، من خلال مشاركته في حكومة يوجد على رأسها حزب العدالة والتنمية، ذو التوجهات الإسلامية، مشككين في مصداقية قرار اللجنة المركزية التي صادقت على المشاركة بالأغلبية المطلقة. وقال السعدي، في تصريح ل"المغربية" إن "مداولات الدورة الأخيرة للجنة المركزية أسفرت عن قرار خطير، ليس موكولا لها البت فيه"، كاشفا أن المؤتمر الوطني الثامن للحزب "حدد بشكل واضح اختيارات ودائرة تحالفات الحزب، والوثيقة السياسية، التي تشكل المرجعية الإيديولوجية للحزب، والتي صادق عليها المؤتمرون بالإجماع، تنص على أن التحالفات المستقبلية للحزب تنحصر في ثلاث دوائر، هي الكتلة الديمقراطية، واليسار، والصف الحداثي الديمقراطي". واتهم السعدي بنعبد الله باختلاق الذرائع لتبرير مشاركته في الحكومة، وقال السعدي إنه "اخترع صنع توافق سياسي من نوع جديد، يبرر له الدخول في الحكومة المقبلة"، معتبرا أن "كل من خرج عن توجهات المؤتمر الوطني الثامن للحزب، يستخف بمناضليه وينتهك الشرعية، التي يضمنها القانون الأساسي". ودعا السعدي إلى عقد مؤتمر وطني استثنائي للتقدم والاشتراكية للبت في قرار البقاء داخل التحالف الحكومي، أو الخروج منه، للاصطفاف إلى جانب حزب الاتحاد الاشتراكي في المعارضة. وتساءل "ما الذي يجمعنا مع العدالة والتنمية؟ هل يلتقي مشروعنا المجتمعي التحرري والتقدمي مع مشروعهم المحافظ؟ وهل نلتقي معهم في موقفنا من الحريات الفردية والجماعية؟ وهل نتفق معهم في نزوعاتهم النيوليبرالية؟". وقال إن جزءا كبيرا من مناضلي الحزب يجد نفسه غير معني بقرار المشاركة في الحكومة، وأنهم سيصطفون إلى جانب اليسار في مواجهة مشروع الحكومة المقبلة.