محمد بوداري فتح سعيد السعدي، العضو المستقيل من اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، النار على نبيل بنعبد الله ورفاق، الذين اختاروا الدخول في التحالف مع بنكيران. جاء ذلك، في إطار الندوة الصحفية التي عقدت اليوم بمقر نادي المحامين بالرباط، من طرف المعارضين لمشاركة الحزب في الحكومة، لتسليط الأضواء على حيثيات وظروف اتخاذ هذا القرار. (تصوير عابد الشعر) وأكد سعيد السعدي أن هذه الحيثيات لا تختزل في مجريات الدورة الأخيرة للجنة المركزية المنعقدة يوم السبت الماضي، لكنها ابتدأت منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن للحزب سنة 2010، الذي عرف تجييشا ومحاولة لإفراغ الحزب من مضامينه وروحه النضالي. وأكد المشاركون في الندوة، من خلال بلاغ لهم، أن قرار المشاركة في الحكومة يعد قرارا خطيرا لم يكن في الحسبان، وهو قرار ليس من حق اللجنة المركزية البث فيه، باعتبار أن المؤتمر الوطني الثامن للحزب قد حدد بشكل واضح دائرة تحالفات الحزب، التي حصرها في الكتلة الديمقراطية واليسار والصف الديمقراطي. واعتبر البيان موقف اللجنة المركزية ضربا لقوانين الحزب وتصفية لما تبقى من هويته ورمزيته التاريخية، فضلا عن تنكره لموقف سياسي ثابت للحزب، واستخفافه الكبير "بمناضلات ومناضلي الحزب، وهو في نفس الوقت انتهاك للشرعية التي يضمنها قانونه الأساسي. والمؤتمر الوطني الاستثنائي هو وحده المؤهل للبث في مثل هاته الأمور، وليس أي جهاز آخر". وأكد سعيد السعدي، في هذا اللقاء الصحافي، أن حزب التقدم والاشتراكية فقد جل مواقعه في الانتخابات السابقة، مشيرا أن هناك 8 أعضاء، لا علاقة لهم بالحزب نجحوا ضمن اللوائح المحلية، باستعمال المال كباقي الأعيان الآخرين. وأشار عضو اللجنة المركزية المستقيل، أن مكان الحزب اليوم هو المعارضة إلى جانب أحزاب اليسار و حركة 20 فبراير، مبرزا أن أحزاب اليسار البرلماني تراجعت من 70 مقعدا في انتخابات 2007 إلى 62 مقعدا في الانتخابات الأخيرة، وهو ما يعتبر عقابا لها من طرف الشعب، ويقتضي بالتالي التقاط هذه الإشارة والاصطفاف إلى جانب القوى الشعبية. وأكد المشاركون على أنهم غير معنيين "بالموقف الخجول الذي تبناه المهرولون"، وأنهم سيتخندقون إلى جانب اليسار في مواجهة "أفكار وسياسات المحافظين والنيوليبراليين"، مع الاحتفاظ لأنفسهم باتخاذ القرارات المناسبة لمواقفهم وقناعاتهم. يشار إلى إن اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية كانت قد اتخذت بالإجماع قرارا بالمشاركة في حكومة عبد الإله بنكيران، وذلك على إثر انعقاد دورتها السابعة بسلا يوم السبت 10 دجنبر 2011، في الوقت الذي قرر فيه سعيد السعدي ومجموعة من رفاقه توجيه رسالة مفتوحة إلى مناضلي ومناضلات الحزب، يعلنون فيها رفضهم المشاركة في حكومة العدالة والتنمية.