وقعت الجمعية المغربية لمحاربة الروماتوييد، اتفاقية شراكة مع فرع مختبر لصنع الأدوية بالمغرب، وضع بموجبه برنامج يسمح لمرضى معوزين بالولوج إلى العلاجات الأكثر ابتكارا في مجال وقف مضاعفات "الروماتوييد المفصلي"، أو "الروماتيزم" بالتعبير الشائع. وقالت ليلى نجدي، وهي إحدى المصابات بالداء، إن "توقيع الاتفاقية لا يمكنه وحده تلبية مجموع الحاجيات والطلبات المتنامية لدى المرضى الفقراء، لاستحالة ولوجهم إلى علاجات باهظة الكلفة، مع عدم تمتعهم بأي تغطية أو تأمين صحي"، موضحة أن الحقنة الواحدة تكلف 12 ألف درهم في الشهر، فضلا عن مصاريف الكشوفات الإشعاعية والتحاليل البيولوجية، التي يجب احترامها، طيلة مدة العلاج، التي تزيد عن سنة، حسب حالة المريض. وأوضحت نجدي، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة الروماتوييد، في تصريح ل"المغربية"،"أن اتفاقية الشراكة بين الجمعية ومختبر "روش"، محددة في 12 شهرا، وأن 9 أشخاص مصابين بالروماتوييد المفصلي باشروا علاجاتهم بالمجان، من بين 20 مريضا، أدرجت أسماؤهم ضمن لائحة المرضى المعوزين، الذين سيستفيدون من العلاج والتحاليل البيولوجية المجانية. وأضافت أن "11 مريضا من هؤلاء وقع استثناؤهم من العلاج، بعد أن تبين أنهم يحملون أمراضا أخرى، مثل السل، ما يحول دون خضوعهم للعلاجات البيولوجية". وأشارت نجدي إلى أن البحث عن هذه الشراكة جاء في إطار معاناة أعضاء الجمعية، وعجزهم عن تقديم مساعدة علاجية لغير المؤمنين صحيا، بينما تقدم الجمعية بعض المساعدات الجزئية للذين يتوفرون على تغطية صحية، إما في إطار صندوق الضمان الاجتماعي، أو صندوق منظمة الاحتياط الاجتماعي (الكنوبس). وقالت إن أعضاء الجمعية "يطالبون بوضع برنامج وطني، ينظم الولوج المجاني إلى العلاجات المبتكرة حديثا، سيما وسط الذين لا يتوفرون على تغطية صحية أو أي تأمين يسمح لهم باسترداد مصاريف العلاج عالية الكلفة". وأكدت "تحسن الحالة الصحية والنفسية للذين استفادوا من التكفل المجاني، ما جعل باقي المرضى، أعضاء الجمعية، ينظرون إلى هذه العلاجات أنها شعلة الأمل أمامهم للعودة إلى ممارسة حياتهم اليومية، باستئناف عملهم أو دراستهم بعد تجاوز شلل حركتهم، إلا أن آلاف المرضى مثلهم، ذوي الدخل المتواضع ودون أي تغطية صحية، يواجهون مصيرهم بمفردهم". واعتبرت رئيسة الجمعية أن وضع برنامج وطني سيساعد على وقف معاناة المرضى المعوزين، وتحسين الحالة الصحية للمصابين، عبر وضع المرض تحت المراقبة، ما يساعد على تخفيف معاناتهم الجسدية والنفسية والسوسيو اقتصادية، بعد دعم نظام الحماية الطبية للأشخاص المعوزين بالمغرب. يشار إلى أن مرض الروماتويد، (أوالبرودة بالاصطلاح الشائع) يصيب ما بين 175 و350 ألف شخص في المغرب، بمعدل 1 في المائة من عدد السكان، 80 في المائة منهم نساء، تتراوح أعمارهن بين 35 و55 سنة. ويعتبر الروماتويد أكثر أمراض الروماتيزم المزمنة شيوعا عبر العالم، بنسبة 38 في المائة بين أمراض الروماتيزم الالتهابية المزمنة، ويمكن أن يصيب الإنسان في أي سن، إلا أن فئة 35 و55 سنة تعتبر الأكثر عرضة للإصابة. ويفيد الأطباء المختصون في "الجمعية المغربية لمرض الروماتوييد"، أن الداء مرض خطير، يتطلب علاجا طويلا، وأهم علاج وقائي له، هو الكشف المبكر، للأهمية البالغة لعلاجه، خلال الستة أشهر للإصابة، تفاديا لتشوه المفاصل، وبلوغ مرحلة تدميرها.