أطلق، مساء أول أمس الأربعاء، في الرباط، مشروع "السلاسل الأربع للحياة"، الرامي إلى إنقاذ حياة 10آلاف طفل حديثي الولادة يموتون سنويا بالمغرب. وأطلق المشروع في يوم إخباري، نظمته التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالرباط، بشراكة مع وزارة الصحة، و"جمعية الحياة" . وقال مولاي إدريس العلوي، رئيس الجمعية، في مداخلة بالمناسبة، إن المشروع يهدف إلى الحد من وفيات الأمهات من 110 حالات وفاة في كل 100 ألف ولادة حية حاليا، إلى 20 حالة وفاة في كل 100 ألف ولادة حية سنة 2012، وخفض وفيات الأطفال حديثي الولادة من 50 حالة وفاة في كل ألف ولادة حية حاليا، إلى 10 حالات وفاة سنة 2012، من أجل بلوغ الهدف الرابع والخامس من أهداف الألفية للتنمية في أفق 2015، والحد من الإصابة بالإعاقة، التي تصيب حوالي 14 ألف طفل حديثي الولادة سنويا. ومن بين الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال حديثي الولادة، حسب العلوي، الولادة السابقة لأوانها، والتضاؤل المبكر للحيوية، والنزيف الداخلي، واستنشاق السلوي من طرف الجنين خلال الولادة. وأفاد أن هذه الوفيات لها تأثيرات اقتصادية واجتماعية، إذ تؤثر على بنية الأسرة ،وتخلف تكاليف مادية باهضة، تقدر بحوالي 300 ألف درهم سنويا. وقال العلوي إن "دور جمعية الحياة وشركائها، هو نشر وشرح أهمية ودور السلاسل الأربعة للحياة، من أجل الوصول إلى خفض معدل وفيات الأمهات بنسبة 75 في المائة"، موضحا أن السلسلة الأولى تتمثل في أهمية النظافة خلال كل مراحل الولادة ، وأن أزيد من 20 في المائة من الأطفال حديثي الولادة يصابون بالتعفنات، التي تكون مسؤولة عن 30 إلى 40 في المائة من حالات الوفاة، ثم السلسلة الثانية، التي تهم التدفئة، إذ يؤدي انخفاض درجة الحرارة عن أقل من 25 درجة إلى وفاة الأطفال حديثي الولادة، فيما تهم السلسلة الثالثة الحرص على التنفس الجيد للمولود، لأن 5 إلى 10 في المائة من الأطفال يصعب عليهم التنفس بشكل طبيعي بعد الولادة. وتهم السلسلة الرابعة إرضاع الطفل بواسطة حليب الأم. وأضاف العلوي أن "دورنا سيكون هو توعية وتثقيف المجتمع والأسرة حول أهمية السلاسل الأربعة للحياة في الحفاظ على حياة الأطفال حديثي الولادة". من جهتها، قالت مريم العثماني، نائبة رئيس "جمعية الحياة"، إنه من أجل الحد من وفيات الأطفال حديثي الولادة، توحدت وزارات الداخلية والصحة والفلاحة والتربية الوطنية، للمشاركة في إنجاح مشروع "السلاسل الأربعة للحياة" والتحسيس به، كل حسب اختصاصه. وأشارت إلى أن وزارة الداخلية، من خلال التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والهياكل المختلفة المرتبطة بها، ستعمل على حمل هذا المشروع والتعريف به على المستوى الوطني، وستضع كل الإمكانيات المتاحة لبلوغ الهدف، فيما ستعمل وزارة الصحة على وضع الملصقات الخاصة بالسلاسل الأربعة في المستشفيات، والمراكز الاستشفائية، عبر التراب الوطني، وموازاة مع ذلك، ستعمل "جمعية الحياة"، على تكوين 1500 مولدة "قابلة"، بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. أما وزارة التربية الوطنية، حسب العثماني، فدورها في هذا المشروع يتجلى في إدخال السلاسل الأربعة للحياة في برامجها الدراسية، وإدماجها في برامج التكوين المستمر للأساتذة، ليتمكنوا من شرح وتفسير كيفية الحفاظ على استمرار الحياة دون مخاطر للمتمدرسين فيما سيكون دور وزارة الفلاحة هو التحسيس بهذه السلاسل الأربعة في الأسواق، من أجل تعبئة الفلاحين، وتحسيسهم بأهمية الولادة في المستشفيات والتعريف بإجراءات وزارة الصحة في هذا الجانب، لتشجيع الولادة بالمستشفيات، حفاظا على سلامة الأم والطفل. كما ستنخرط في هذه العملية التحسيسية الرابطة المحمدية للعلماء، فضلا عن مؤسسات وطنية أخرى. واعتبرت نديرة الكرماعي، العامل، المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أن مشروع السلاسل الأربعة للحياة يعد أول مبادرة تطلق، على المستوى الوطني، لإنقاذ حياة الأطفال حديثي الولادة من الموت، ومن أجل بلوغ الهدف الرابع من أهداف التنمية للألفية، في أفق 2015.