أكدت السيدة ياسمينة بادو وزيرة الصحة في بداية كلمتها خلال اللقاء الذي نظم اول أمس الثلاثاء بالرباط ، من اجل تقديم حصيلة المرحلة الثانية لمخطط العمل من اجل التسريع من تقليص وفيات الأمهات، أن الوزارة التزمت في 2008بتقليص نسبة وفيات الأمهات إلى ما يفوق 75% ووفيات الأطفال إلى نسبة الثلثين2/3، لأنه لم يعد مقبولا بالنسبة لبلدنا تقول ياسمينة بادو الاستمرار في تسجيل نسب عالية فيما يخص وفيات الأمهات والأطفال ، معتبرة أن التزام المغرب بالسير في نهج الحداثة وتنمية الرأسمال البشري هو ما يتحقق فعليا منذ خمس سنوات بإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، برعاية جلالة الملك محمد السادس، مضيفة أن هذه المبادرة تدعم طموحاتنا جميعا من اجل تحقيق أهداف الألفية للتنمية .. وتضيف وزيرة الصحة ان الوزارة تمكنت وبفضل جميع الأطراف المتدخلة من مراقبة أزيد من 455000 ولادة داخل القطاع العام، وذلك بزيادة 19% مقارنة بسنة 2007وهذا التحسن في التغطية شمل جميع مناطق المغرب، وبخصوص الهدف المسطر لسنة 2012 والذي يرمي إلى تامين تغطية 500000 ولادة داخل أوساط صحية مراقبة فقد أصبح في متناول أيدينا تقول ياسمينة بادو إذا استمرينا في نفس التعبئة.. وبخصوص العمليات القيصرية التي تبقى أهم تدخل طبي يمكن من إنقاذ المرأة خلال الوضع، فقد تم تسجيل تقدم ملحوظ، حيث تم بلوغ نسبة 7% التي حددت من قبل كهدف يجب تحقيقه في2012، ومع ذلك تضيف وزيرة الصحة ياسمينة بادو يجب مضاعفة المجهودات في بعض الأقاليم التي لم تحقق هذا الهدف وبالتالي لم تتمكن من تجاوز عتبة 5%المحددة من طرف منظمة الصحة العالمية، وأضافت الوزيرة انه بعد إرساء مجانية الولادة وأيضا مجانية العمليات القيصرية والتنقل بين مؤسسات الولادة حرصنا هذه السنة على وضع نظام مناسب لمصالح التدخل العلاجي الاستعجالي التوليدي، سيغطي حتى متم هذه السنة 24 اقليما. ولمعرفة الأسباب الحقيقية لوفاة الأم والطفل أكدت وزيرة الصحة انه بناء على نتائج نوعين من الافتحاص، شمل الأول 518دار ولادة و90مستشفى للولادة، تمكنا من الوقوف على الحالة المتردية التي كانت عليها هذه البنيات، حيث انها تفتقر جميعها إلى ابسط آليات الإنقاذ، وهو ما حتم علينا تقول ياسمينة بادو وضع برنامج لتأهيل هذه البنيات (مستشفيات ودور الولادة) بالآليات الضرورية وأيضا توفير أنواع الأدوية اللازمة خاصة المتعلقة بالنزيف والارتعاج(éclampsie)ويتعلق الامر بدواء cytotec وسولفاط المنغنزيوم.كما تم إحداث 143 وحدة طبية متنقلة، واقتناء أجهزة الفحص بالصدى لفائدة النساء الحوامل ومتابعة الحالات الخطيرة، وكذا توسيع مقاربة "قسم الأمهات" بسبع جهات جديدة. وبخصوص تقوية الموارد البشرية، تم تعيين ما يقرب من 700 مولدة منذ 2007، وهو ما مكن من مباشرة العمل ب9 دور ولادة جديدة وتأمين استمرارية العلاجات التوليدية داخل أزيد من 160 دار للولادة. وفي مداخلة للدكتور البلغيتي العلوي أشار إلى ان50 % من النساء المتوفيات تتراوح أعمارهن بين 25 سنة و35 مضيفا أن %53،6 منهن تنحدرن من الوسط القروي ولديهن طفلان في المتوسط قبل الوفاة وفي 56%من الحالات سبق لهؤلاء النساء أن خضعن على الأقل لفحص واحد قبل الولادة مقابل 29%خضعن أربع مرات لفحوصات طبية.. وأشارت إلى أن الافتحاص الثاني الذي تم انجازه أخيرا في إطار مراقبة وفيات الأمهات من طرف لجنة خبراء وطنية وبدعم من وزارة الداخلية ، مكن المغرب ولأول مرة من تحديد أسباب وفاة 3814 امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة خلال سنة 2009 .. وفي تدخل للبروفسور بزاد شمل تقريرا وطنيا وصف بالسري أشار فيه إلى أن %80،8 من الأسباب المؤدية إلى وفيات الأمهات هي أسباب مباشرة بغض النظر عن مكان الوفاة و13،5% من حالات الوفاة تعود لأسباب غير مباشرة، فيما لم تحدد أسباب الوفاة بدقة بالنسبة ل 5،6%ويضيف بزاد أن في مقدمة الأسباب المباشرة ياتي النزيف..والارتعاج والارتعاج القبلي prééclampsie/éclampsieبنسبة 18 %متبوعا بالتعفنات بنسبة 8 %وتمزق الرحم ب7%بينما تأتي الوفاة بسبب الاعتلالات القلبية في مقدمة الأسباب غير المباشرة.. وفي تدخل لممثلة الأممالمتحدة أشارت إلى أن أسباب وفيات الأمهات هي أسباب عديدة ولاتعني وزارة الصحة وحدها فهناك الأمية التي تبقى المرأة أهم ضحاياها، وأيضا عدم المساواة بين الجنسين، مؤكدة ان المغرب تمكن بالفعل من تخطي عقبة كبيرة في هذا المجال وذلك بتوفيره المزيد من الموارد المالية والبشرية لتقليص وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، معتبرة ان وجود مولدة قد يحدث الفرق بين الحياة او الموت وبين الفرح والمأساة..