أكد إدريس الكراوي، المنسق الدولي لملتقى "الشباب والأمن الإنساني"، أمس الخميس، بالداخلة، على ضرورة فتح نقاش وحوار مستمر مع الشباب حول مختلف القضايا والانشغالات الراهنة باعتباره فاعلا أساسا في تكريس قيم الأمن الدولي والبناء المجتمعي الديمقراطي. وأوضح الكراوي، في كلمة خلال افتتاح أشغال الملتقى المنظم من قبل جمعية الدراسات والأبحاث للتنمية ومنتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة، أن العالم يشهد اليوم بزوغ حركية وفعل عالمي للشباب أخذ أبعادا مختلفة سمتها القطيعة مع الماضي، مما يقتضي تحليلا عميقا يأخذ بعين الاعتبار انتظارات وتطلعات هذه الفئة من المجتمع. وفي سياق آخر، قال الكراوي إن هذا اللقاء، الذي يحضره حوالي 250 فاعلا من أجل السلم، من بينهم 200 شاب تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 عاما، من ضمنهم 80 قادمين من إفريقيا، والعالم العربي، وآسيا، وأوروبا، وأمريكا الجنوبية والشمالية، يأتي في إطار الطفرة الديمقراطية التي يعيشها المغرب منذ إطلاق صاحب الجلالة الملك محمد السادس لإصلاحات عميقة توجت باعتماد دستور جديد للمملكة. من جهته، شدد أحمد حجي، المدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، على أهمية هذا اللقاء الدولي، الذي يعرف مشاركة شخصيات عالمية مرموقة، والذي سينصب على مناقشة موضوع يكتسي راهنية كبرى، مؤكدا على دور الشباب في إحداث تغيير نحو مستقبل أفضل ورفع التحديات التي باتت تفرضها العولمة في مجالات الأمن الإنساني والتنمية البشرية. وشدد حجي، في هذا الصدد، على المجهودات التي يبذلها المغرب لتكريس مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز المكتسبات الديمقراطية، مبرزا دور الشباب في إشاعة روح المواطنة والتعايش والتسامح والحوار والانخراط بشكل أكبر في بناء المشروع المجتمعي. كما أبرز أهمية الملتقى ومساهمته في الإشعاع الثقافي والعلمي لمدينة الداخلة، وتكريس سمعتها الدولية كفضاء للتبادل والتلاقي، وكحاضرة تشهد دينامية تنموية في مختلف القطاعات. وبدورها، أكدت فومي جونس ستيورات، ممثلة منظمة السلم العالمية، على أهمية هذا اللقاء، باعتباره فضاء للتلاقي بين شباب العالم من شأنه تعزيز قيم السلام والتضامن، والنهوض بثقافة الاختلاف والتنوع، مشيدة بالدور الذي يضطلع به المغرب في ميدان إرساء السلم والأمن الدوليين. ودعت فومي جونس إلى تضافر جهود الجميع من أجل إقرار السلم بكل بقاع العالم وتكريس قيم الإخاء والتفاهم وفتح المجال أمام الشباب من أجل التعبير عن قدراتهم. من جهتهم، دعا ممثلو شباب القارات المشاركين في اللقاء إلى العمل من أجل تحقيق السلم والرخاء الإنساني وتحسين الأوضاع المعيشية في العالم، مؤكدين على دور الشباب في المساهمة بفعالية في تحقيق التنمية وتقليص الفوارق والهشاشة وتعزيز الحكامة. ونوهوا بالإنجازات التي حققها المغرب على درب الديمقراطية، وتعزيز التنمية البشرية، وتجسيد قيم السلام. وستعرف هذه التظاهرة، التي تنظم بالشراكة مع وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وولاية جهة وادي الذهب- لكويرة، والمنظمة الدولية "بييس بول"، إلقاء مجموعة من المحاضرات من لدن مختصين في مجال الأمن الإنساني، إلى جانب أنشطة ثقافية وفنية وأنشطة للتضامن وحماية البيئة لفائدة سكان الداخلة، فضلا عن القيام بزيارات ميدانية في عين المكان. وسيتوج هذا الملتقى الدولي بحفل تدشين نصب تذكاري للسلم في العالم، بحضور أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة السلم العالمية. وسيشهد الملتقى، المنظم على مدى أربعة أيام، توقيع الوفود الممثلة للشباب من القارات الخمس لمذكرة تفاهم ترمي إلى إنشاء شبكة دولية للشباب من أجل الأمن الإنساني.