سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جلالة الملك يطلق بميدلت الدورة 14 للحملة الوطنية للتضامن تدشين مركب مندمج للتكوين وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية المحلية والتوجيه السياحي بكلفة 5,2 ملايين درهم
ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء، بمدينة ميدلت، المراسم الرسمية للدورة الرابعة عشرة للحملة الوطنية للتضامن، التي جرت بالمركب المندمج للتكوين وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية المحلية والتوجيه السياحي، الذي دشنه جلالته بهذه المناسبة. وتنظم النسخة الرابعة عشرة للحملة الوطنية للتضامن، التي تستمر إلى غاية 10 دجنبر المقبل، من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتشكل هذه الحملة، التي تنظم تحت شعار "لنتحد ضد الحاجة"، مناسبة لتجديد التأكيد على تمسك جميع المغاربة بقيم التضامن من خلال المساهمة في الأنشطة والمشاريع، التي تنجزها المؤسسة لفائدة ملايين المحتاجين بمختلف جهات المملكة. ووجد جلالة الملك في استقباله لدى وصوله إلى المركب المندمج للتكوين وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية المحلية والتوجيه السياحي، أعضاء المجلس الإداري لمؤسسة محمد الخامس للتضامن. ويتكون المركب المندمج من قطبين، قطب للتكوين وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية المحلية، يروم تعزيز قدرات الصناع التقليديين الشباب المحليين المنخرطين في تعاونيات، من خلال تمكينهم من ورشات للإنتاج والتحويل وفضاءات للتسويق. كما يشكل هذا القطب فضاء للنهوض بمنتوجات الصناعة التقليدية المحلية، التي تعد أحد مصادر الدخل الرئيسية لسكان الإقليم، بالنظر للعدد الكبير للسكان للممتهنين لأنشطة الصناعة التقليدية، سواء لكسب قوتهم اليومي أو لتحسين دخلهم. ويتكون قطب الصناعة التقليدية، الذي شيد على مساحة مغطاة تبلغ 500 متر مربع، من خمس ورشات للتكوين في مجال الصناعة التقليدية، خاصة نسيج الزرابي المحلية، والنحت على الحجر، وصناعة السلال، والخياطة التقليدية (الألبسة التقليدية: القفطان، الجلابة ...)، والطرز (الرباطي والفاسي)، والخياطة العصرية. كما يضم قاعة للعرض وبيع المنتوجات، وقاعتين للتكوين، وقاعة للإعلاميات، وجناحا إداريا، ومقصفا، وفضاء للاستقبال. وسيجري تسيير القطب من طرف جمعية "سوق المغرب"، بدعم من قطاع التكوين المهني، الذي سيسهر على تأمين التكوين بالتدرج. أما القطب الثاني، وهو قطب التكوين والتوجيه السياحي، فيهدف إلى اطلاع السياح على المميزات السياحية للمنطقة، والمؤهلات التي تزخر بها، وكذا توفير تكوينات لفائدة المتدخلين في القطاع وتعزيز قدراتهم (المرشدون السياحيون، مستغلو المآوي السياحية والعاملون فيها ...)، كما سيشكل أداة داعمة لمبادرات المهنيين في المجال السياحي، خاصة من خلال تسويق المنتجات السياحية، كما سيعمل بانسجام مع مركزين مماثلين أنجزتهما المؤسسة بكل من إملشيل وتونفيت. ويضم هذا القطب، الذي شيد على مساحة مغطاة تبلغ 270 مترا مربعا، فضاء للإعلام والتوجيه السياحي، وقاعات للتكوين ولعرض وبيع المنتجات المحلية (مشترك مع قطب الصناعة التقليدية)، والإعلاميات، بالإضافة إلى ورشة للإنتاج والترويج السياحي، ومركز للتوثيق، ومرافق إدارية، وقاعة للاجتماعات. وسيجري تسيير قطب التكوين والتوجيه السياحي من طرف إحدى جمعيات مهنيي القطاع. وجرى تشييد المركب المندمج لتكوين وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية المحلية والتوجيه السياحي باعتمادات مالية بقيمة 5,2 ملايين درهم بتمويل كامل من مؤسسة محمد الخامس للتضامن. وفي الإطار نفسه، اطلع جلالة الملك على مختلف المنتوجات الخاصة بالصناعة التقليدية وبالفلاحة، الموجهة بالأساس للقطاع السياحي، والتي تعرضها جمعيات وتعاونيات إقليم ميدلت بالمركب المندمج. وبعد جولة بمختلف مرافق المركب، تتبع جلالة الملك شروحات حول البرنامج، الذي تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن من أجل النهوض بالسياحة القروية وتطوير الصناعة التقليدية المحلية وتنمية الفلاحة بإقليمي ميدلت وخنيفرة، باعتباره آلية للأنشطة المدرة للدخل توضع رهن إشارة المستفيدين المحليين. ويرتكز برنامج تنمية السياحة القروية بإقليم ميدلت على ثلاثة محاور، تهم التكوين وتطوير كفاءات شباب المنطقة، الذين ينخرطون في العمل بالقطاع السياحي بالجهة، وإنعاش وتسويق منتوجهم السياحي، ودعم مبادراتهم في هذا الميدان. وفي هذا الصدد، جرى إنجاز أربعة مراكز للتكوين والتوجيه السياحي بالمنطقة، إلى جانب تهيئة أربعة مآوي سياحية قروية، وتجهيز 41 نزلا ومأوى للعبور ، فضلا عن برامج متعددة للتكوين وتقوية قدرات شباب المنطقة، باستثمارات إجمالية تناهز خمسة ملايين درهم. أما برنامج تنمية الصناعة التقليدية بإقليمي ميدلت وخنيفرة، فيهم بناء وتهيئة وتجهيز 21 مركزا، وورشة للتكوين والإنتاج والتسويق في مهن الصناعة التقليدية. وتمكن هذه المنجزات من تكوين وتأهيل النساء والشباب في حرف الصناعة التقليدية المحلية وحماية وتحسين الموروث المحلي من الصناعة التقليدية، وكذا خلق أنشطة مدرة للدخل لفائدة السكان المستفيدين. وبلغ الغلاف المالي، الذي رصدته مؤسسة محمد الخامس لتمويل هذا البرنامج نحو 30,57 مليون درهم. من جهته يروم برنامج التنمية الفلاحية بإقليم ميدلت، من خلال أنشطته، التي تهم بالخصوص، التكوين وتقوية قدرات فلاحي المنطقة، خلق أنشطة مدرة للدخل وتحسين ظروف عيش المستفيدين، ويتعلق الأمر ب 1372 من صغار الفلاحين بالجماعات القروية لتونفيت وسيدي يحيى أو يوسف، وأنيمزي وأكوديم، الذين استفادوا من عملية توزيع 3533 رأسا من الأغنام، و583 رأسا من الماعز، و6000 شتلة من أشجار التفاح، و3000 كلغ من الأسمدة، إضافة إلى العديد من الدورات التكوينية. إثر ذلك، أشرف جلالة الملك على تسليم شيكات للدعم بقيمة إجمالية تبلغ 2,5 مليون درهم لفائدة 18 جمعية بمنطقة ميدلت وخنيفرة بهدف إنجاز أنشطة محددة في مجال التربية والتكوين، وكذا الأنشطة المدرة للدخل وبرامج التنمية المستدامة، بالخصوص. وبالمناسبة نفسها، أشرف جلالة الملك على تسليم 33 جمعية وتعاونية محلية، مجموعة من التجهيزات الخاصة بالنسيج والفصالة والخياطة والنجارة والصناعة التقليدية وتربية النحل واستخلاص زيت الزيتون والنقل، بقيمة تناهز 4,2 ملايين درهم هبة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن . كما استقبل صاحب الجلالة على هامش هذه المراسم، أعضاء لجنة الدعم الدائم لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تساهم بفعالية في إنجاز وتمويل مشاريع وبرامج المؤسسة. إثر ذلك دشن جلالة الملك محمد السادس مركز التكوين وتطوير كفاءات الشباب بميدلت، الذي أنجزته مؤسسة محمد الخامس للتضامن باعتمادات مالية تبلغ 4,5 ملايين درهم. ويندرج إحداث هذا المركز في إطار الجهود المبذولة من طرف المؤسسة للاستجابة للحاجيات المحددة لسكان ميدلت بهدف تقوية وتعزيز قدرات الشباب، الذين يشكلون أغلبية السكان المحليين، وتطوير أنشطتهم بغية تمكينهم من اندماج أفضل في المجالين الاجتماعي والمهني. ويتوخى المركز تهييء الشباب للولوج لسوق الشغل، من خلال تطوير ورشات للأنشطة المختلفة، لاسيما تلك المتعلقة بالجانب التربوي والثقافي، لفائدة المستفيدين والجمعيات، التي تتولى تأطيرهم. ويضم المركز المكون من طابقين، الذي جرى تشييده على مساحة إجمالية تبلغ 2000 متر مربع منها 850 مترا مربعا مغطاة، ورشات للموسيقى والفنون التشكيلية وقاعتين لتعليم اللغات والدعم المدرسي وقاعة للإعلاميات، ومكتبا لتشغيل وتوجيه الشباب، ومكتبة وسائطية، وقاعة للمطالعة، وقاعة لمحو الأمية، وقاعة متعددة الاستعمالات، وبهوا للعرض والاستقبال، وفضاء للجمعيات، ومقصفا، وجناحا إداريا وملعبا لمختلف الرياضات . وجرى إنجاز مركز تكوين وتنمية قدرات الشباب من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن بكلفة 4,5 ملايين درهم، جرى تمويلها بشراكة مع المجلس الإقليمي لميدلت، الذي ساهم بمبلغ 2 مليون درهم في حين تسهر على تسييره جمعية ملتقى الشباب للتنمية. وبهذه المناسبة كذلك، قام جلالة الملك بتوزيع تجهيزات رياضية بقيمة 220 ألف درهم، هبة من المؤسسة، لفائدة 15 ناديا وجمعية رياضية.