سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحمد التوفيق يمثل جلالة الملك في لقاء ينظمه الفاتيكان حول الحوار بين الأديان المشاركون يؤكدون الالتزام من أجل السلام والتنديد بالحروب التي تخاض باسم الأديان
مثل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس الخميس، بأسيزي (وسط إيطاليا)، في "يوم التفكير والحوار والصلاة من أجل السلم والعدالة في العالم"، الذي نظمه الفاتيكان، بمشاركة شخصيات بارزة تمثل الديانات السماوية الثلاث. وأشاد التوفيق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمشاركته، بتعليمات سامية من جلالة الملك أمير المؤمنين، بناء على دعوة من البابا بنديكتوس السادس عشر، في هذا التجمع المهم المخصص للحوار بين الأديان والصلاة من أجل السلم واللاعنف في العالم. وأشار الوزير، في هذا الصدد، إلى حاجة كل دين، إلى الانخراط في تفكير عميق حول سبل توطيد السلم ووقف العنف. وأفاد أحمد التوفيق أن المشاركين أعربوا عن التزامهم العميق من أجل السلام ونددوا بالحروب التي تخاض باسم الأديان. وأبرز التوفيق أن الإسلام في جوهره دين للسلام والخضوع لله الذي يفرض على المسلم إقامة السلام مع ذاته ومع العالم، مع الطبيعة الجامدة والحية التي تحيط به، وكذا مع الإنسان كخلق إلهي. وقال الوزير إن المشاركة المغربية كانت "متميزة". واستند التوفيق إلى الجذر الدلالي لكلمة "إسلام" وتاريخ الدين الإسلامي منذ عهد النبي محمد (ص) في تسليط الضوء على القيم الحقيقية للإسلام، الذي يدعو إلى السلام، وينبذ العنف إلا إذا كان مبررا بالدفاع المشروع ومحاربة العدوان والقمع. وتساءل الوزير كيف يمكن الانتساب إلى الإسلام دون النضال من أجل السلام والتشبع بالخطاب الرباني، مبرزا أن السلام مع النفس ممر ضروري لتحقيق السلام مع الآخرين. واعتبر أن الأديان السماوية، التي وصمت في الماضي بمسؤوليتها عن بروز أشكال من العنف مدعوة اليوم لبذل مجهود تواصلي وتحليلي وبيداغوجي لرفع الخلط والتبرؤ مما ينسب اليها ظلما. وأكد التوفيق أن جميع الأديان عليها واجب توضيح هذا الوضع، وتفكيك الأسباب من أجل إجلاء الحقيقة حول الجذور الحقيقية للعنف، مبرزا المسؤولية الخاصة التي تقع على عاتق المسلمين حين يتعلق الأمر بالإرهاب، الذي توجه إليهم بسببه أصابع الاتهام. وعلى هامش هذا اللقاء، الذي حضره 300 مشارك يمثلون مختلف الهويات الدينية والعقائدية من خمسين دولة، أجرى التوفيق لقاءات مع عدة شخصيات من الفاتيكان تمحورت حول الحوار بين الأديان. ويخلد تنظيم هذا اليوم الذي رفع شعار "حجاج الحقيقة، حجاج السلام" للذكرى 25 للقاء الأول، الذي يندرج في إطار الحوار بين الأديان، الذي نظم عام 1986 في أسيزي من طرف البابا يوحنا بولس الثاني. وكان البابا ألقى بالمناسبة خطابا ضد التعصب الديني، ملاحظا أن بشاعة الإرهاب تساهم في تدمير الدين. وتناول 13 ممثلا لمختلف الانتماءات الدينية والعقائدية الكلمة تباعا لتجديد التأكيد على التزامهم من أجل السلام، مشددين على أهمية التعليم والتضامن واحترام المعتقدات.