سلم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق ، اليوم الجمعة بدكار، رسالة تعزية من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله، إلى الرئيس السينغالي السيد عبد اللاي واد في وفاة الخليفة العام للطريقة المريدية الكبرى بالسينغال الشيخ سيرين مامادو لمين بارا امباكي . وكان الخليفة العام للطريقة المريدية الكبرى بالسينغال الشيخ سيرين مامادو لمين بارا امباكي ، قد توفي أول أمس الأربعاء بمدينة طوبا ، عن سن 85 سنة ، ووري الثرى بالمسجد الكبير للمدينة . وأوضح السيد أحمد التوفيق في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الرئيس واد عبر عن أحر تشكراته لجلالة الملك للعناية السامية التي يوليها العاهل الكريم لأسر الطرق الصوفية بالسينغال التي تمثل إرثا روحيا مشتركا بين البلدين ، وذلك سيرا على التقاليد المرعية للدولة العلوية المنيفة . وأضاف أن هذه المبادرة الملكية تبرهن على رغبة أمير المؤمنين في تعزيز الروابط الروحية العريقة بين البلدين الشقيقين والحفاظ على الإرث الصوفي لكبار الشيوخ الروحيين الذين أشاعوا الإسلام وأخلاقه في هذه الربوع الأفريقية. وقال إن جذور التصوف توجد راسخة في المغرب الذي ظل طوال تاريخه منبعا للإشعاع الروحي بأفريقيا، خصوصا من خلال الطريقتين الكبيرتين التيجانية والمريدية . ويتمسك شيوخ هاتين الطريقتين الصوفيتين بهذه الروابط العريقة ويكنون لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس تقديرا واحتراما كبيرين ويشيدون بمبادرات جلالته الحميدة للحفاظ على هذه الروابط العميقة على أساس إرث روحي مشترك . إثر ذلك ، توجه السيد أحمد التوفيق الذي كان مرفوقا بسفير المغرب بدكار السيد طالب برادة ،إلى مدينة طوبا الروحية (وسط -شرق السينغال) حيث سلم رسالة تعزية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الخليفة العام الجديد للطريقة المريدية الكبرى بالسينغال السيرين الشيخ ماتي لاي امباكي . وخلال هذا اللقاء أعرب الخليفة الجديد عن شكره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيدا في الوقت ذاته بالعلاقات الأخوية العريقة القائمة بين البلدين. كما زار السيد التوفيق منزل عائلة خليفة الطريقة المريدية الراحل، حيث عبر عن أحر تعازي جلالة الملك وصادق مواساته لنجل الفقيد. وقد ازداد الخليفة العام الجديد للطريقة المريدية سنة 1923، وهو معروف بتبحره الواسع في العلوم الشرعية وتحليه بروح الانفتاح وورعه الكبير . وتتوفر الطريقة المريدية، التي أسسها الشيخ أحمدو بامبا في بداية القرن العشرين ، على عدد كبير من الأتباع يتواجدون بالخصوص في السينغال وغامبيا . ويتبع الفكر الصوفي للمريديين مبادئ الطريقتين القادرية والتجانية كما يستلهم كتابات الإمام أبو حامد الغزالي، الذي يقتبس منه مؤسس الطريقة كثيرا في مؤلفاته. وتعتبر المدينة الدينية طوبا التي تشهد حاليا تدفقا كبيرا لمريدي الطريقة قدموا من مناطق سنغالية مختلفة وبلدان أخرى من إفريقيا الغربية، المكان السامي للمريدين ويتبع الطريقة الصوفي للمريديين مبادئ الطريقتين القادرية والتجانية كما يستلهم كتابات الإمام أبو حامد الغزالي، الذي يقتبس منه مؤسس الطريقة كثيرا في مؤلفاته.