انتقل إلى عفو الله، يوم الأحد الماضي، بفاس، الدكتور علي لغزيوي، محافظ خزانة القرويين، عن عمر يناهز 63 سنة، إثر مرض ألم به. وكرس الراحل، منذ سنة 2000، جهوده للمهمة النبيلة المنوطة به، المتمثلة في السهر على تدبير خزانة القرويين، ذات الصيت العالمي، التي تعد ذاكرة للكتب والمخطوطات القديمة. وتجلت مهمة الأستاذ لغزيوي، العاشق للكتاب والكتابة، في الحفاظ على المخطوطات الثمينة، التي تزخر بها خزانة القرويين، وتوجيه وإرشاد الباحثين في القيام بأعمالهم العلمية. وكان الفقيد معروفا بأبحاثه الأكاديمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، وبإنتاجاته العلمية في مجالي التاريخ والأدب. وحصل الأستاذ لغزيوي، بعد دراسته الابتدائية والثانوية بالدارالبيضاء وفاس، على دبلوم في الدراسات العليا حول "الأدب السياسي والحرب في الأندلس (جامعة سيدي محمد بن عبد الله / 1987)، ودكتوراه الدولة في "النقد الأندلسي في القرن السابع والثامن الهجري (جامعة محمد الخامس الرباط / 1987). وكان االراحل أستاذا في النقد الأدبي والأدب الأندلسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، ومسؤولا بقسم الترجمة بالكلية نفسها. ويعد الدكتور لغزيوي من علماء المغرب الأجلاء، إذ عمل أستاذا بكليتي الآداب والعلوم الإنسانية بكل من وجدة وفاس وعضوا بالمجلس العلمي المحلي لإقليم صفرو، وبرابطة الأدب الإسلامي العالمي. وترك الراحل زخما هائلا من الأعمال الأدبية والعلمية منها "الصحراء المغربية في البحوث الجامعية"، و"دليل الأطروحات الجامعية"، و"نظرية الشعر في النقد العربي القديم و"موسوعة عربية حول التراث العربي"، و"نظرية الأغراض الشعرية عند حازم القرطاجني"، و"خزانة القرويين بين الماضي و الحاضر"، و"حضارة الأندلس في الزمان و المكان"، و"أهمية العلوم الشرعية في حياة الأمة الإسلامية".