ووري الثرى بمقبرة "وسلان" بمدينة فاس عصر يوم الأحد 16 أكتوبر 2011، جثمان الدكتورعلي لغزيوي الأستاذ الجامعي (كلية الآداب جامعة محمد بنعبدالله - فاس)، محافظ مكتبة القرويين وعضو المجلس العلمي لإقليم صفرو. في أعقاب ذلك قال أحد أقرباء الراحل - الذي وافته المنية عن 63 من عمره بعد معاناة طويلة مع المرض - ل "التجديد" : "كانت جنازته مشهودة أثرت في أسرته، لقد وهب رحمه الله حياته للعلم والتأليف، وربى أجيالا عديدة من طلبته على ذلك، ونجح في تربية أبنائه على الصلاح". من جهته قال أوس الرمال مسؤول المكتب التنفيذي الجهوي لحركة التوحيد والإصلاح جهة فاس - القرويين "عرفت الراحل الدكتورلغزيوي أستاذا في الجامعة، وجارا لي في الحي، وكنت أكثر ما ألقاه في مسجد "البركة" الذي كان مداوما على الصلاة فيه، وقدر أن تصلى عليه صلاة الجنازة بهذا المسجد، كما دفن بمقبرة "ويسلان"، التي لا يفصلها عن الكلية التي كان يدرس بها إلا جدارا حائطيا". وأضاف أوس في كلمة عن الراحل ل "التجديد" "عرفت المرحوم أيضا في خزانة القرويين، ولمست غيرته عن المخطوط العربي والإسلامي، والمجهودات التي كان يبذلها في تجديد هذه التراث وتقريبه للطلبة والباحثين، وقد ترك صدى كبيرا في صيانة كثير من المخطوطات التي كان يصعب استعمالها، ويرجع له الفضل في جعلها في متناول الباحثين.. لا أذكر عن المرحوم إلا خيرا، ولا سمعت ولا رأيت عنه إلا الخير، أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون" ودرس الراحل في الكتاب، وتلقى دراسته الابتدائية والإعدادية في الدارالبيضاء، ثم حصل على شهادة الدروس الثانوية و شهادة الباكالوريا بمدينة فاس، ونال الإجازة في اللغة العربية و آدابها، ثم دبلوم المدرسة العليا للأساتذة(السلك الثاني)، وشهادة استكمال الدروس في النقد الأدبي، فدبلوم الدراسات العليا في الأدب الأندلسي، ثم دكتوراه الدولة في النقد الأدبي بجامعة محمد الخامس بالرباط. صدرت للراحل عدة كتب و مؤلفات منها : أدب السياسة والحرب في الأندلس: من الفتح الإسلامي إلى نهاية القرن الرابع الهجري، فاس في شعر محمد الحلوي (بالاشتراك)، الباقي من كتاب القوافي: حازم القرطاجني: تقديم وتحقيق، الصحراء المغربية في البحوث الجامعية، مقدمة في العروض لأبي عبد الله السقاط، مدخل إلى المنهج الإسلامي في النقد الأدبي (التأسيس)، نظرية الشعر والمنهج النقدي في الأندلس (حازم القرطاجني نموذجا)، دليل الرسائل و الأطروحات في الجامعات المغربية، مزدغة و بعض أعلامها : رصيد من الإشعاع الروحي و العلمي. وكان رحمه الله عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وشغل منصب رئيس منتخب لشعبة اللغة العربية و آدابها بكلية الآداب بوجدة 1984-1985 ورئيس وحدة البحث و التكوين نظرية الشعر في النقد العربي القديم والمسؤول العلمي بمعهد الدراسات المصطلحية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وكان رحمه الله، عضوا مؤسسا و كاتبا عاما للجمعية المغربية للثراث وعضو وحدة البحث و التكوين تراث الغرب الإسلامي بكلية الآداب وجدة . كما كان معدا و مقدما لعدة برامج ثقافية إذاعية بإذاعتي وجدة و فاس.