أعلنت "المؤسسة المغربية للنهوض بالتراث الصحراوي"، في ندوة صحفية، مساء الخميس المنصرم، بالرباط، عن تأسيس "دار الجنوب"، لتثمين التراث الصحراوي والارتقاء به إلى مستوى الإسهام الفعلي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتقول المؤسسة المغربية للنهوض بالتراث الصحراوي إنها تسعى، من خلال "دار الجنوب"، التي سيكون مقرها بالرباط، على مساحة ألف متر مربع، إلى مجموعة من الأهداف، تتمثل في خلق فضاء لعرض المنتوجات الصحراوية التقليدية، والحفاظ على التراث المادي واللامادي لمجموع جهات المملكة، من خلال أنشطتها السنوية، كما سيكون لها دور في تلميع صورة المغرب الصحراوي، والتعريف به على المستوى الوطني والدولي، إذ ستكون الأقاليم الشمالية والشرقية ومجالات الصحراء والجبال والقرى النائية ممثلة في هذه المؤسسة. وقال أحمد حجي، المدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الجنوب، خلال الندوة الصحفية، إن المؤسسة المغربية للنهوض بالتراث الصحراوي، ستحظى بدور بارز في تأطير الجمعيات المدرة للدخل، وستواكب النسيج الاجتماعي، لحل جزء من مشكل التسويق، كما سيكون لهذه المؤسسة "دور في التعريف بالشراكات الهادفة، وستكون مرآة لعمل الصانع المغربي". وأبرز حجي أن المجتمع المدني شريك أساسي في تفعيل العمل التنموي، خصوصا في المجال الاقتصادي والاجتماعي والتضامني، مؤكدا أن الوكالة التزمت بالانفتاح الإيجابي على الشراكة البناءة. من جهته، قال المكي المستاري، نائب رئيسة المؤسسة المغربية للنهوض بالتراث الصحراوي، إن "دار الجنوب شرعت في عقد شراكات مع مختلف الفاعلين الرسميين والجمعويين، لضمان زيارة حوالي 360 ألف زائر، جلهم من السياح ورجال الأعمال وكبار ضيوف المغرب". وأشار المستاري إلى أن "دار الجنوب" ستعرف "إنشاء مشاريع مسطرة على مدى الأربع سنوات المقبلة، تماشيا مع الاستراتيجية التنموية للمؤسسة، حفاظا على التراث المغربي الأصيل، والنهوض بقطاع الصناعة التقليدية إلى أرقى المستويات". ولمرافقة نشاطها والتعريف بما حققته دار الجنوب وشركاؤها على أرض الواقع، أوضح المستاري أنه سيجري خلق موقع إعلامي على شبكة الإنترنت، وإصدار مجلة تعرف بقضايا الاقتصاد الاجتماعي، ومساعدة الفاعلين الجمعويين، بمختلف المناطق، على الحفاظ على التراث الوطني الأصيل. وفي إطار "الرؤية المستقبيلة" ل"دار الجنوب"، ستحدث مراكز مشابهة في شمال المغرب وشرقه. وتهدف هذه المبادرة، حسب أصحابها، إلى تأطير فكرة تبادل الثقافات والخبرات، وصياغتها وتعميمها، لتشمل كل الحرفيين والصناع التقليديين في جل مناطق وجهات المغرب، لترسيخ الهوية المغربية، وتلاحم جميع مكونات المجتمع والنسيج الاقتصادي المغربي. حضر هذا اللقاء مجموعة من الفنانين الصحراويين، وجمعويون وسياسيون، ثمنوا هذه المبادرة.