انتفض سكان قصر أودادي، التابع لقيادة إيملشيل، إقليم ميدلت، الخميس المنصرم، ضد ما أسموه "العزلة"، وتوجهوا، في مسيرة احتجاجية، نحو بني ملال، للتعبير عن تذمرهم من غياب حقهم في التمدرس والنقل والتطبيب غير أنه جرى توقيفهم بعد قطع أزيد من 40 كيلومترا مشيا على الأقدام، ليجري تشكيل لجنة تمثلهم في لقاء مع عامل إقليم ميدلت، الذي وعد بالنظر في مطالبهم. قال أحد المحتجين في اتصال هاتفي مع "المغربية" إن 52 مواطنا من قصر أودادي توجهوا في مسيرة إلى عمالة بني ملال، إقليم ميدلت، الخميس المنصرم، ونددوا بحرمان 78 طفلا من التمدرس بسبب اهتراء أسقف حجرات وحدة مدرسية تابعة لمجموعة مدارس موحا وحمو الزياني. واعتبر المصدر نفسه عدم التحاق أبناء قصر أودادي بالدراسة، النقطة التي أفاضت الكأس، بعدما كشف سكان القصر تذمرهم من خدمات نيابة التعليم بميدلت، وعدم الاهتمام بالمشاكل التي يواجهها القطاع بالمناطق النائية. ولم يخف المصدر نفسه استياء سكان القصر من العزلة المضروبة على المنطقة، لعدم شق طريق تربطهم بالمناطق المجاورة، وغياب أطر طبية بالمركز القريب من القصر. وأفاد أن المرضى يقطعون مسافة 250 كيلومترا لتلقي الإسعافات، فيما تضع عدد من الحوامل، عند تقدم المخاض، قبل الوصول إلى المستشفى بمدينة الرشيدية. وأبدى المشاركون في مسيرة الخميس المنصرم، حسب المصدر نفسه، استعدادهم لتنظيم مسيرة في غضون الأسبوع المقبل، وتوسيع دائرة المشاركة في الاحتجاج، لتشمل أطفال ونساء القصر، في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم. وأوضح ابراهيم أحنصال، عضو المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، ببني ملال ل"المغربية"، أنه، استنادا إلى اتصاله مع أحد المشاركين في المسيرة، أن رئيس الدائرة وقائد قيادة إميلشيل اعترضا سبيلهم حين وصلوا إلى "باب نواياد"، ووعدوهم بفتح حوار فوري مع عامل إقليم ميدلت. ووفر رئيس الدائرة وقائد قيادة إيملشيل، النقل الجماعي للمشاركين في المسيرة، فيما جرى نقل لجنة الحوار، التي أفرزها السكان المكونة من 20 فردا إلى إقليم ميدلت لإجراء الحوار مع العامل، وظل الباقون معتصمين ببهو مقر الجماعة بإميلشيل، إلى غاية اليوم الموالي. يطالب سكان قصر أودادي، حسب أحنصال، بإصلاح الطريق الرابطة بين أودادي ومركز قيادة إميلشيل في أفق تعبيدها، وإصلاح بناية المدرسة المتآكلة، وإيجاد حل لوادي أسيف ملول، الذي يجتاح حقولهم، متسببا في كل فيضان لخسارة لمنتجاتهم الزراعية. كما يؤكد السكان، ضمن مطالبهم، على ضرورة رفع وإصلاح حبل الكهرباء الملقى على قارعة الطريق والمهدد لسلامة أبنائهم. للتذكير، سبق لهؤلاء السكان، يضيف المصدر نفسه، أن قاموا بمسيرة مماثلة إلى مركز القيادة حول المطالب نفسها، دون أن يجدوا استجابة لمطالبهم. وأوضح مسؤول من جماعة إيملشيل، في اتصال مع "المغربية" أن ممثلي سكان قصر أودادي استقبلوا، أيضا، من طرف رئيس دائرة إيملشيل ورئيس جماعتها، وتلقوا وعودا بدراسة مطالبهم، فيما أكد أن المشكل، الذي أجج غضبهم هو اهتراء بناية المدرسة، وأن عامل إقليم ميدلت، وعد ممثلي السكان، خلال لقاء الخميس المنصرم، بالتدخل للنظر في ملفهم المطلبي. وفي الاتجاه نفسه، أفاد أحمد كيكيش، نائب وزارة التعليم بميدلت في توضيح ل"المغربية"، أن مجموعة مدارس موحا وحمو الزياني استفادت من أكبر حصة موجهة للتأهيل المدرسي، وأن النيابة المحدثة ستعمل على اتخاذ إجراءات كفيلة بتحسين ظروف التمدرس بالمنطقة. وتحدث أحمد كيكيش عن تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي ستبرمج الفرعيات التابعة لنيابة التعليم بميدلت ضمن مشاريع التأهيل. وقال إنه في إطار محاربة الهدر المدرسي، وزعت في بداية الموسم الدراسي 4000 بذلة مدرسية، وكتب ومحافظ، واستفاد منها تلاميذ الوحدة المدرسية التابعة لمجموعة مدارس موحا وحمو الزياني، كما أكد أن هذه الوحدة المدرسية ستستفيد من التأهيل، خلال السنة الجارية. وتحدث النائب عن وجود أهداف سياسية وراء شحن سكان المنطقة على الاحتجاج، إذ نفى أن يجري حرمان أبناء قصر أودادي من الدراسة، لأن الأطر متوفرة كما يمكن للتلاميذ الالتحاق بالأقسام، في انتظار النظر في عمليات التأهيل.