خرج حوالي 120 شخصا من سكان جماعة ناوور التابعة لإقليمبني ملال، يوم الثلاثاء المنصرم، في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام، في اتجاه مدينة بني ملال، ضد ما أسموه "القرارات المجحفة للسلطات بالجماعة، التي تقضي بمنعهم من البناء"..في حين أن عددا من الأسر تقاوم قساوة الطبيعة والمناخ بالجماعة الواقعة بين تخوم الجبال، بأكواخ بلاستيكية. وذكر مصدر من المنطقة أن السكان ضاقوا ذرعا بإقدام السلطات على هدم أي حائط أو بيت يجري تشييده، وحجز معدات البناء، وكذا تعقيد إجراءات الحصول على رخصة البناء، ما جعلهم يقررون تنظيم مسيرة احتجاجية في اتجاه إقليمبني ملال لملاقاة الوالي، بغية التدخل لإنصافهم، وإيجاد حل لوضعيتهم. وأوضح المصدر ذاته أن المسيرة انطلقت حوالي التاسعة صباحا من الجماعة، لتجري محاصرة المحتجين من قبل السلطات المحلية، في منطقة تانوغة، بعد قطع حوالي 60 كلم، مشيرا إلى أن المحتجين تلقوا وعودا بحل المشكل. وحسب المصدر ذاته، فإنه جرى نقل 10 أشخاص من المحتجين إلى عمالة أزيلال، من أجل التحاور معهم حول المشكل، في حين قضى باقي المحتجين ليلتهم في العراء، بمنطقة تانوغة، وعادوا أدراجهم إلى الناوور، صباح أمس الأربعاء، بعد فتح السلطات المركزية للإقليم حوارا معهم. وذكر المصدر ذاته أنه من المرتقب أن يلتقي ممثلون عن السكان، اليوم الخميس، مسؤولين في إقليمبني ملال، من أجل وضع حد لهذه المعاناة. وكانت "المغربية" تطرقت إلى الموضوع، إبان زيارة وفد إعلامي، بداية العام الحالي، للمشاريع المنجزة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالجماعة. ورفع مجموعة من سكان الجماعة القروية لناوور عقيرتهم بالاحتجاج، مطالبين المسؤولين بتبسيط إجراءات البناء، حتى يتمكنوا من تشييد مسكن بالإسمنت، عوض "الميكا". وقال سكان متضررون آنذاك "أن تقسو عليك الطبيعة فهذا أمر طبيعي نتعايش معه، لكن أن تقسو عليك قلوب السلطات، وتعمق من معاناتك مع برودة الطقس والثلوج، وتمنعك من بناء مسكن يسترك وأبناءك، عوض الأكواخ البلاستيكية، التي ترتعد وتتجمد فيها أبداننا ليلا ونهارا، فهذا أمر غير مقبول". وأضاف السكان "بغينا نبنيو ومخلاوناش، الثلثين هنا تقريبا مسقفين غير بالميكا، الماء والأوحال كتجري من تحتنا، بل الأكثر من هذا فقد وعدونا بأن تمر الانتخابات ويسمحوا لنا بالبناء، لكن ظلت وعودا خاوية"، و"الناس هنا عايشين مثل الحيوان"، و"ملي تيكون البرد والشتاء، لا مجال للنوم، كلشي فايق باش يشد الميكا حتى لا تطير مع الرياح العاتية". وحكى شيخ بمرارة أن السلطات قامت بحجز الياجور والإسمنت ومعدات البناء، ومنعته من بناء مسكن، موضحا أن هناك من شرع فعلا في عملية البناء، وقام مسؤولو السلطات بهدم ذلك، تحت ذريعة عدم التوفر على تصميم، وأي تصميم هذا، يقول الشيخ، "الذي يقف ضد إنسانية البشر، ويحول دون تحسين الوضعية الاجتماعية لمواطنين، يقاومون قساوة الطبيعة".