يشارك فنانون وتشكيليون مغاربة في أسبوع التنوع ببروكسيل، الذي تنظمه الجمعية المغربية لملتقى الفن، بتعاون مع مجلس ديتربيك ببلجيكا، من 6 إلى 30 أكتوبر الجاري. ويتميز اللقاء الفني والثقافي، الذي سيحتفي في دورته الثانية بالمغني البلجيكي الراحل جاك بريل، بإقامة معرض تشكيلي من توقيع فنانين مغاربة استلهموا في إبداعاتهم تمثلات الفنان الراحل جاك بريل، وهي في الغالب تستوحي مواضيعها من إرثه الموسيقي، إضافة إلى أشعاره وكلماته، التي انتصرت للإنسان في محنه في عالم يعترف بالمادة بدل الروح. وتختلف تجارب كل من الفنانين، الذين آثروا المشاركة في أسبوع التنوع ببروكسيل، من فنان إلى آخر. فالناقدة والكاتبة والتشكيلية، زهرة زيراوي، تؤكد أنها احتفت بجاك بريل على طريقتها في التعبير الفني، بتيمة "الريشة تقتفي أثر الآلة الموسيقية"، مشيرة، في حديث إلى "المغربية"، إلى أن أعمالها تحضر متنساقة مع أفكارها، باعتبارها ناقدة، فمن خلال لوحاتها التي تؤثثها بالوجوه، في تجربة قل نظيرها فنيا، نقف على تجربة ممتدة في الزمان والمكان، فهي تماهت إلى حد كبير مع أشعار جاك بريل وموسيقاه. أما ربيعة الشاهد فتحتفظ بأسلوبها، الذي يزاوج بين إيقاع الموسيقي والخيول في تجربة فنية وصفها نقاد جماليون بالاتجاه التشخيصي الجديد، واختارت موضوعة "الزمن والألوان عند جاك بريل". وإلى جانب الفنانة زهرة زيراوي، التي تحضر في هذا الملتقى بصفتها شاعرة وتشكيلية، والفنانة حفيظة لمراني، التي حضرت بأعمال تحمل عنوان "مشاهد من مرفأ أمستردام"، والفنان عبدالقادر مسكار، الذي تحمل لوحاته عنوان "جاك بريل مر من هنا"، سيشارك الفنان التشكيلي المغربي، مبارك عمان، بأربعة أعمال فنية، تحمل عنوان "روح جاك بريل". وقال عمان في حديث إلى "المغربية"، إن أعماله تحتفي بأسلوب صباغي، مزج فيه بين ملامح المغني العالمي، ونسقه التعبيري، الذي ينتصر للإنسان القديم، موضحا أن التجربة احتفاء خاص لمكانة جاك بريل في قلوب عشاقه، خصوصا أن المعرض استعادة فنية لهذا الصرح، واحتفاء بذاكرة مغن من طرف تشكيليين مغاربة، وباعتباري واحدا من عشاق بريل، تجاوبت كثيرا مع تيمة المعرض، واجتهدت فنيا كي أقدمه على هذا الشكل. وأضاف أن أسبوع التنوع الذي تنظمه الجمعية المغربية لملتقى الفن ببروكسيل، جسر للتلاقي وتبادل الأفكار وتعميق النقاش في كل أدبيات الفنون، بصفة عامة، والتشكيل بصفة خاصة، مؤكد أن المغرب كان من بين البلدان القريبة إلى وجدان جاك بريل "كان عمر جاك بريل لا يتجاوز 27 سنة، عندما زار المغرب لأول مرة سنة 1956، وأحيى حفلا موسيقيا بحلبة مصارعة الثيران "ليزارين"، بشارع آنفا بالدارالبيضاء. ونظرا للحب الكبير، الذي كان يكنه جاك بريل للمغرب، قدم عروضا كثيرة بمختلف المدن المغربية بين سنتي 1956 و1964، قبل جولته المشهودة في نونبر 1966، كما كان يرتاد مطاعم ومقاهي معروفة في الدارالبيضاء، والمحمدية، وطنجة، ويقال إنه لحن أغنيته الناجحة"la valse a mille temps" وهو على الطريق الرابطة بين طنجة والدارالبيضاء". ولإضفاء مشهد دال على مكانة جاك بريل، يحتفي المعرض بالصورة والكلمة واللون والريشة بريبرتوار الفنان العالمي، إذ يصاحب الافتتاح، في صورة بليغة، إعادة أغاني جاك بريل، كما ينشط المعرض كل من سعاد سليمان، ومامون سلاج، الذي يؤدي روائع وأغاني جاك بريل بحب وحس فني مرهف وراق يتماهى والراحل الأسطورة بريل. وسيشهد فضاء معهد سانغور ليلة 7 أكتوبر حفلا فكاهيا من تنشيط الفنانة سعاد الحداد، وستشهد ليلة 8 أكتوبر تنظيم حفل فني يفتتحه محمد رضائي، رئيس الجمعية المغربية لملتقى الفن، ورشيد مدران المسؤول عن الشأن الثقافي بمجلس ديتربيك ببلجيكا. وتشهد فعاليات الحدث الفني والثقافي ليلة خاصة لجاك بريل، إذ سيؤدي مامون سلاج أغاني بريل في كل حالاتها، رفقة المغنية سعاد بنسليمان، ومحمد بنسليمان وحاتم إيدار الذين سيقدمون بدورهم أغاني مختلفة. وستعرف هذه الليلة حفلا متميزا تقدم فيه قراءات شعرية لكل من الشاعرة زهرة زيراوي، وعماد فؤاد، وعبد الإله الشاهد.