عشقها المتواصل للفن، وحبها المتجدد للغناء المغربي الأصيل، جعلها لا تتردد في طرق جميع الأبواب، من أجل الحصول على رد لتساؤلات كثيرة، تشغل بالها منذ سبع سنوات إنها الفنانة ابتسام فتحي، التي عبرت عن تشبثها بالغناء، رغم العراقيل، التي تواجهها في هذا الميدان، موضحة أنها تتمنى أن تلقى آذانا صاغية بخصوص موقف المسؤولين عن هذا الميدان من مسارها الغنائي، وكأن هناك من لا يرغب في أن تشق طريها الفني بخطى ثابتة. وقالت ابتسام، في تصريح ل "المغربية"، إنها أنجزت ألبوما غنائيا من مالها الخاص، منذ ثلاث سنوات، يحمل عنوان "غير بلاتي"، الذي يعد ثمرتها الأولى في ميدان الغناء، وإلى غاية اللحظة لم يجر توزيعه، واحتضانه، فهي تنتظر تسويقه. وأكدت الفنانة المغربية أن الساحة الغنائية المغربية بدأت تفقد بريقها، علما أن كل المقومات، التي تحتاجها موجودة، من أصوات شابة جميلة، وملحنين أكفاء وكتاب كلمات في المستوى، لكن للأسف أصبحت هذه الأغنية غائبة. وكشفت ابتسام المشاكل، التي واجهتها أثناء إنجاز الألبوم، الذي يضم ست أغاني، مؤكدة أن الألبوم أنجزته لها والدتها، التي كانت منذ طفولتها سندها الوحيد، مشيرة إلى أنه لولا مساعدتها المادية، لظل ألبومها في الكواليس، شأنه شأن الكثير من الأصوات المغربية، التي كان مصيرها النسيان، نظرا للمشاكل، التي يتخبط فيها المجال، في ظل غياب قيمين على الميدان الغنائي. ويتكون الألبوم من أغنية "غير بلاتي" كلمات وألحان أحمد السكوري، وأغنية "خاب ظني فيك" كلمات ولحن عز الدين منتصر، و"ناسي الود" ألحان عزيز حسني، و"محاولة" كلمات بيل جاي، و"إنسان جميل" كلمات أحمد وهبي، وألحان توفيق حلمي، و"ليام" ألحان المايسترو، والموزع رشيد الركراكي، وكلمات محمد الرياحي. كما أن والدتها سجلت لها "كاسيط"، يضم أغنية "فكروني"، "أنا قلبي دليلي"، و"سامحتك"، وغنتها جميعا بشكل رائع. وأضافت أن الألبوم أنجزته والدتها، التي اقتنعت بموهبتها الفنية، ومؤمنة بأنها تحمل رسالة نبيلة، تشرف الأغنية المغربية، فهي، حسب قولها، دخلت هذا الميدان بخطى ثابتة، بدءا بالموهبة، التي صقلتها بالتحصيل، والدراسة الميدانية، مرورا بتجارب إذاعية وتلفزيونية ناجحة، ووصولا إلى المشاركة في برامج فنية مغربية، أثمرت عن إنجاز ألبوم غنائي لها. فأول ظهور تلفزيوني لها، كان من خلال برنامج "نجوم ونجوم" في سن العاشرة من عمرها، إذ كانت المتبارية الوحيدة من صنف الصغار، حيث نافست الكبار، واعتبرتها تجربة ناجحة، إذ تلقت تشجيعا وتنويها من قبل اللجنة. بعدها انخرطت في العديد من الأنشطة الغنائية، والفنية داخل جمعية "نجوم الإسماعيلية"، مسقط رأسها، و"مفاتيح النور"، وجمعية "زرياب"، و"رابطة الشعر الغنائي" بالرباط. كما شاركت في العديد من المناسبات الفنية، وشاركت عدة مرات في برنامج "نغموتاي"، الذي كان له الفضل في ظهور صوتها أمام الجمهور المغربي. ولها، أيضا، مشاركة في برنامج "الخالدات" في القناة الثانية. وأوضحت ابتسام أن أسرتها عانت الكثير، من أجل جمع المال كي يرى ألبومها النور، مبرزة أن الفنان يواجه الكثير من المشاكل في هذا الميدان، قائلة "طرقنا العديد من الأبواب من أجل احتضان العمل، وتوزيعه في الأسواق، لكن للأسف لم نقابل إلا بالرفض. وحتى بعض الشركات، التي قبلت في البداية بتوزيع الألبوم، اشترطت علينا أن نترك هذا العمل جانبا، على أساس أن تقدم لي عملا آخر، تجاريا محضا، يعتمد على تقليد بعض الأصوات العربية، الأمر الذي رفضته، لأن ألبومي تعاونت فيه مع فنانين ومبدعين أكفاء، لهم غيرة على الإنتاج المغربي الأصيل. أظن أن هناك أشخاصا يتعمدون محاربة الفن الأصيل المغربي، ويتعمدون إقبار الأغنية المغربية. وتابعت المطربة، التي تحمل بداخلها عشقا كبيرا للأغنية المغربية، أنها متشبثة بأصالتها ومغربيتها، وترفض أي عمل تجاري، من شأنه أن يطيح بمكانة الأغنية المغربية، كما أنها ترفض التقليد، مشيرة إلى أنها تلقت عروضا كثيرة منذ أول ظهور لها في التلفزيون، لكنها رفضتها، وترغب في الانطلاق من بلدها المغرب. وتتمنى ابتسام أن تظهر في الساحة الغنائية، إلى جانب الأصوات الأصيلة، فهي تعشق رواد الأغنية المغربية، وعلى رأسهم الراحل محمد الحياني، كما ترغب في الحفاظ على هذا اللون الأصيل، من خلال هذا الجيل الصاعد، الذي يتمتع بأصوات جميلة، كما تعشق الأصوات الدافئة الطروب، وتؤمن بأن الفنان الأصيل هو من يؤدي رسالة نبيلة، ويحترم فنه، وذوق الآخر.