استفادت أربعة أعمال مغربية من ضمن 35 ل 21 فردا و14 مؤسسة على مستوى العالم العربي، من منح الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق" في الدورة الأولى من سنة 2011، التي خصصت لمشاريع الأدب والفنون الأدائية والفنون البصرية لوجو الصندوق العربي للثقافة والفنون 'آفاق' (خاص) وهؤلاء المغاربة هم يوسف الريحاني في فئة الأدب عن ترجمته العربية لعملين للكاتب الايرلندي صامويل بكيت بعنوان "كرسي هزاز- يوسف قل (شذرتان رقميتان)"، وحنان درقاوي في فئة الأدب، أيضا، عن روايتها "الحارة المجاورة"، التي ترصد التحولات الاجتماعية في المغرب خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، من خلال قصة عزيزة، التي هاجر والداها من الراشيدية في واحة تافيلالت ليستقرا في أزرو، وبعدها في الصويرة. أما العملان المغربيان الآخران فهما عمل مسرحي يدخل في فئة الفنون الأدائية لفرقة "باب البحر سينيمسرح" للمسرحي الزبير بن بوشتى وهي مسرحية بعنوان "طنجيتانوس"، تعيد زيارة الأسطورة من منظور حداثي في بعدها البيزنطي وعمقها اليوناني، الذي عرفته إمبراطورية موريطان طنجيتان، إذ يتخذ النص من أسطورة الصراع الضروس، الذي خاضه هرقل ضد أنطيوس للاستحواذ على مملكة طنجتان وبساتين هيسپيريس المطرزة بالتفاح الذهبي، حامله الأساس للحديث عن الصراعات المعاصرة التي يعيشها العالم اليوم. والعمل الآخر يدخل في فئة الفنون البصرية، استفادت منه "دار المأمون" بمراكش من خلال الإقامة الفنية الدولية، التي يفتحها هذا المركز، الواقع على بعد 14 كيلومترا من مدينة مراكش. انطلق المشروع كمساحة ثقافية تهدف إلى دعم الفنانين الصاعدين الناشطين في مجال الفنون البصرية، وتسعى إلى التعريف بالهويتين الثقافيتين المغربية والإفريقية خارج الحدود، من خلال العمل على برامج التبادل الثقافي. وتضم "دار المأمون" أماكن عمل للفنانين، إضافة إلى مركز أبحاث متخصص بالترجمة الأدبية (عربي- فرنسي- إنجليزي) ومكتبة. وكشف في الموقع الإلكتروني للصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق" أن قيمة المنح الإجمالية، التي خصصت لفئات الأدب والفنون الأدائية والفنون البصرية، قاربت 350.000 دولار أميركي، خصص منها 90.000 دولار أميركي للأدب، و100.000 دولار للفنون الأدائية، و150.000 دولار للفنون البصرية، وتوزعت بين لبنان، ومصر، وفلسطين، وسورية، والعراق، والمغرب، وتونس، والجزائر، والسودان، والكويت، وفرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية. وأضاف الموقع أن المنح شملت عروض الشارع "تانيا خوري"، والمهرجانات "مهرجان بروهاها"، وعروض الرقص المعاصر "فرقة ليش"، ومشاريع مكتبات عامة تشاركية "جمعية السبيل"، إضافة إلى مشاريع التوثيق البصري المثيرة للجدل لجدار الفصل في فلسطين "أوليفيا صنيج"، ومجموعة متنوعة من مسارات الإبداع في العالم العربي. وأشار الموقع إلى أن "آفاق" اعتمدت لأول مرة طريقة جديدة لاستقبال الطلبات عن طريق استمارات إلكترونية، إذ ازداد عدد الطلبات بنسبة 80 في المائة مقارنة بسنة 2010، ووصلت إلى 400 طلب في الفئات الثلاث، مشيرا إلى أن ذلك لم يحل دون خضوع الطلبات إلى تقييم دقيق وموضوعي وجدي بمساعدة نخبة من المحترفين والمختصين، قبل اختيار الفائزين بالمنح. وأطلقت "آفاق"، حسب الموقع دائما، برنامجين جديدين هما "تقاطعات"، و"إكسبريس"، بعدما جرى حذف دعم المشاريع الفنية، التي تعبر عما يشهده العالم العربي من غليان وتحول. ويتوجه "آفاق - إكسبريس" إلى الفئات المختلفة من الفنانين العرب، الذين يعالجون مواضيع عامة كانت تعتبر سابقاً من المحرمات، مثل حقوق الإنسان، والفساد، والمساءلة، والحرية، متخطين الخوف وحواجز الرقابة، وإلى الذين يحرصون على إنتاج أعمال فنية محترمة ومبدعة تظهر أنهم يمتلكون رؤية مستقبلية. وسيركز البرنامج على دعم الفنانين، الذين يواجهون صعوبات في إكمال عملهم الفني بسبب انعدام الاستقرار السياسي الحاصل. أما "آفاق - تقاطعات" فهو برنامج خاص بصانعي الأفلام العرب، الذين يواجهون تحديات مرحلة التحولات، التي يشهدها العالم العربي، والذين هم في طليعة المتحمسين للتعامل مع آثار هذا التغيير. وخصص البرنامج لصناعة الأفلام بسبب الانتشار غير المسبوق لهذا النوع من الفنون على ضوء الأوضاع السياسية الحالية. من هنا، سيدعم البرنامج ماليا جميع أنواع الأفلام (الروائية الطويلة، والوثائقية الطويلة، والروائية القصيرة، والتجريبية، وأفلام التحريك...)، كما سيمكن المخرجين من استشارة خبراء في المجال عبر نقاش منفتح ومبدع. يشار إلى أن الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق"، مؤسسة عربية مستقلة، تأسست سنة 2007 من خلال جهود فريق من النشطاء العرب في العمل الثقافي، بهدف دعم المشاريع في العالم العربي في مجالات السينما، والفنون الأدائية، والفنون البصرية، والأدب، والبحوث والتدريب وبرامج التعاون المشترك، والموسيقى، إضافة إلى الفيلم الوثائقي العربي بالتعاون مع معهد "صن- دانس".