قدم الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) منحا ل54 مشروعا واعدا, من بينها ثلاثة مشاريع مغربية, وذلك من أصل 480 طلبا انطبقت عليها الشروط للحصول على منحة. وأوضح المدير التنفيذي للصندوق أسامة الرفاعي, خلال ندوة صحفية اليوم الثلاثاء ببيروت, أن الفائزين ينتمون لاثنتي عشرة دولة وتهم المشاريع المقدمة ست فئات هي السينما والفنون الأدائية والبصرية والأدب والموسيقى والتدريب وبرامج التعاون الثقافي. وقد فاز في مجال الأدب كل من الشاعر المغربي طه عدنان ومؤسسة بيت الشعر في المغرب, إلى جانب 15 فائزا آخر, فيما فاز في مجال البحث والتدريب وبرامج التعاون الثقافي الشاعر المغربي محمود عبد الغني إلى جانب ثمانية فائزين آخرين في هذه الفئة. وأضاف الرفاعي, أن قيمة الدعم لمجموع المشاريع الأربعة والخمسين بلغ 850 ألف دولار قدمت ل37 مشروعا للأفراد و17 مشروعا للمؤسسات والمعاهد توزعت على إثني عشر قطرا عربيا هي الجزائر وتونس ومصر والسودان وفلسطين والأردن وسورية ولبنان والعراق واليمن والولايات المتحدة فضلا عن المغرب. وشدد على التزام الصندوق بثابتتين أساسيتين تتمثلان في الاستقلالية التي يسعى الصندوق إلى تحقيقها من خلال توسيع دائرة المانحين عبر البحث عن مصادر دعم جديدة وتنويع هذه المصادر حكومات كانت أو مؤسسات أو أفرادا مهتمين بالشأن الثقافي, وكذا في الشفافية في اختيار الحائزين على المنح بحيث يتم اختيار هيئة التحكيم بناء على الخبرة. وأكد المدير التنفيذي ان: «...الصندوق يقف حالياً عند منعطف مهم للانطلاق به نحو مرحلة جديدة تشكل نقطة تحول وتؤسس لبداية نوعية لكنها ايضا تبنى على التجارب السابقة وإنجازاتها. واضاف: «... بأن «الصندوق العربي للثقافة والفنون» هو مبادرة عربية نشأت العام 2007 وتعمل منذ ذلك الحين كمؤسسة مستقلة تدعم القطاعات الفنية والثقافية من خلال توفير الدعم الثقافي الاستراتيجي وتأمين آلية تمويل مستدامة للفنانين والمؤسسات الثقافية في العالم العربي...» وتحدث الرفاعي عن إنجازات الصندوق خلال الاعوام الماضية بالأرقام بالرغم من حداثة سنه حيث استقبل منذ تأسيسه 2200 طلباً ومشروعا ثقافياً من افراد ومؤسسات من كافة البلدان العربية وقدم «الصندوق» ما مجموعه 217 منحة في 19 بلداً وصلت قيمتها نحو 3.3 مليون دولار امريكي في المجالات الستة المذكورة سالفاً. «...وتعداها ليشكل جسر عبور لهذه الطاقات وفتح قنوات لايصالها الى المستويات العالمية اذ تمكن العديد من الحائزين على منح الصندوق من عرض افلامهم في المهرجانات السينمائية العالمية ومنها فيلم وثائقي للمصري احمد فوزي صالح الذي حاز جائزة في مهرجان ابو ظبي السينمائي قبل شهرين. وكذلك كان للصندوق دور رائد في ترجمات الأدب المعاصر الى العربية ونشرها على الشبكة العنكبوتية مجاناً وأرشفة الوثائق والصور ليوميات الحياة الصعبة في الدول التي تمزقها الصراعات مثل لبنان والعراق.. وتحرص «آفاق» على الألتزام بثابتتين أساسيتين هما الشفافية والاستقلالية ثابتتان توجهان عملنا». وشدد على مسألة الاستقلالية وتوسيع دائرة المانحين عبر البحث عن مصادر دعم جديدة وتنويعها، ممن يدركون بأن الثقافة والفن لا يسهمان في تطوير الشعوب على الصعيد الثقافي فحسب وانما ايضاً على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي ايضاً. مع السعي لان يكون مصدر تمويل الصندوق كله عربياً. هذا ويتم اختيار هيئة التحكيم بناء على خبراتهم ويعمل كل منهم باستقلالية عن الاخر عند التقييم الذي يتم بناء على منهجية واضحة وعلنية ومعايير شفافة ومتوفرة للجميع للاطلاع عليها. اذ تم هذا العام استقبال 480 طلباً اختير منها 54 مشروعاً انطبقت عليها الشروط للحصول على منح من 12 دولة بلغ مجموعها 850 الف دولار اميركي منها 37 مشروعاً للأفراد و 17 مشروعاً للمؤسسات والمعاهد وبلغت منح المشاريع السينمائية 204 الاف دولار اميركي توزعت على 8 مشاريع في 8 بلدان. والفنون البصرية 189.500 الف دولار اميركي على ستة مشاريع في 4 بلدان. والادب 122.000 دولار توزعت على 7 مشاريع في 6 بلدان. والموسيقى 111 الف دولار اميركي توزعت على 7 مشاريع في 6 بلدان. وفي البحث والتدريب والمشاريع المشتركة 106.700 الف دولار اميركي توزعت على 9 مشاريع في 5 بلدان. ومن جهته أكد الأديب محمد برادة عضو مجلس أمناء الصندوق على شفافية أشغال لجان التحكيم التي يحضرها أعضاء مجلس الأمناء, مشددا على أهمية دعم الثقافة والفنون في الوطن العربي على غرار ما هو معمول به في أوروبا والولايات المتحدة بالخصوص. يشار إلى أن الصندوق العربي للثقافة والفنون, الذي انتقل مقره من عمان إلى بيروت, مبادرة عربية أحدثت العام 2007, وتعمل باعتبارها مؤسسة عربية مستقلة تدعم القطاعات الفنية والثقافية من خلال توفير الدعم الثقافي الاستراتيجي وتأمين آلية تمويل مستدامة للفنانين والمؤسسات الثقافية في العالم العربي.