أفاد مصدر موثوق أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تنكب حاليا على تحليل ما تتضمنه الأقراص الصلبة لأجهزة الكومبيوتر، التي جرى ضبطها، على إثر تفكيك خلية "سرية البتار"، التي تتكون من ثلاثة أفراد. من محجوزات خلية 'سرية البتار' (الصديق) وأوضح المصدر، ل "المغربية"، أن المحققين يركزون في بحثهم على نوع المعطيات والمعلومات، التي تساعد في كشف خيوط العلاقات، التي نسجها زعيم الخلية، من خلال نشاطه البارز في المواقع الجهادية عبر الإنترنيت، ذات الصلة بتنظيم القاعدة، مع أقطاب التنظيمات الإرهابية، بكل من اليمن، وأفغانستان، والصومال، وليبيا، والعراق، ومناطق أخرى. وأكد المصدر أن المعطيات الأولية تشير إلى أن المعنيين بالأمر لم يسبق لهم أن غادروا المغرب، مبرزا أنهم خططوا ل "قتل رجل أعمال يهودي، وصحافي فرنسي، واغتيال عناصر أمنية، والسطو على مقرات أمنية لسرقة أسلحة رجال سلطة". وضمت لائحة محجوزات "سرية البتار" سكاكين، ومسدسا بلاستيكيا، وقناعا، زيادة على "مخططات مرسومة باليد"، وكذا "وثيقة بيعة معاذ أميرا للخلية"، ثم وثائق بخصوص "توزيع المهام"، و"رسائل مشفرة". وذكر المصدر أن الزعيم المفترض للخلية، أبو معاذ (إ)، يبلغ من العمر 30 سنة، حاصل على الباكالوريا في الإليكترونيات وخبير في المعلوميات ومسير في إحدى الشركات المختصة في هذا المجال، مشيرا إلى أنه يقطن بشارع إدريس الحارثي بالدارالبيضاء، وأوقف عندما كان متوجها لأداء صلاة المغرب بالمسجد. وأوضح المصدر نفسه أن الموقوف الثاني في الخلية هو يونس (ع)، مزداد سنة 1990، في حين أن الموقوف الثالث وهو محمد (خ)، مزداد في سنة 1982، ويعمل حارسا خاصا للأمن، وسبق له أن أوقف، سنة 2006، في إطار قانون مكافحة الإرهاب، قبل أن يدان بعامين ونصف العام ويستفيد استئنافيا من تخفيض 6 أشهر. وأبرز أن تتبع الخلية جاء انطلاقا من الإنترنيت، عندما جرى رصد "رسالة وداع" نشرت على "منتدى جهادي" من لدن معاذ، وورد ضمنها "العزم على توقيف الجهاد الإليكتروني لنقله على أرض الواقع"، وهو ما حرك مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، المعروفة اختصارا باسم "الديستي". وحسب بلاغ لوزارة الداخلية، فإن أعضاء هذه الخلية الإرهابية كانوا يخططون للالتحاق بمعسكرات "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" خارج المغرب بغية الاستفادة من تداريب عسكرية في أفق العودة للمغرب من أجل تنفيذ عمليات إجرامية تستهدف مقرات المصالح الأمنية والمصالح الغربية. يشار إلى أن أعضاء هذه الخلية كانوا على اتصال دائم مع قياديين في "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، من أجل إمدادهم بالأسلحة اللازمة لتنفيذ مشروعهم الإجرامي بالمملكة، ومن أجل تنسيق عملياتهم تماشيا مع أهداف هذا التنظيم الإرهابي في المغرب. وأوضح البلاغ أن المشتبه فيهم سيجري "تقديمهم إلى العدالة فور انتهاء الأبحاث التي تجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة".