"لا أفهم ماذا يجري في الساحة الغنائية المغربية؟"، بهذه العبارة، التي تحمل بين طياتها أكثر من سؤال، كشفت الفنانة المغربية كريمة الصقلي، بنبرة كلها حسرة على المستوى المتدني، الذي وصلت إليه الأغنية المغربية إذ أن غيرتها على الأغنية المغربية، وطموحها الكبير في أن ترقى إلى مستوى عربي ممتاز، جعلها تطرح العديد من التساؤلات حول ما آلت إليه هذه الأغنية. وأوضحت الصقلي أن الساحة الغنائية المغربية تشهد نقصا في مشاركة الوجوه الغنائية المغربية، سواء في الحفلات التلفزيونية، أو على مستوى المهرجانات الوطنية، التي تعتمد بشكل كبير على المشاركات الأجنبية. وأكدت أن الفنان المغربي يعيش في عزلة تامة، فبعد المجد الذي شهدته الأغنية المغربية، خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، أصبحت الآن تعيش تهميشا كبيرا. وقالت كريمة، في تصريح ل "المغربية"، إن تلك العزلة الفنية لا تؤثر عليها مهنيا، إذ يحفل برنامجها الغنائي بمجموعة من السهرات الفنية، على المستوى العربي، إذ ستحيي حفلات غنائية في سلطنة عمان، خلال شهر نونبر المقبل، كما ستشارك في اختتام التظاهرة الثقافية والفنية بالمؤسسة الثقافية في دبي في شهر دجنبر المقبل، حيث سيجري تكريمها، أيضا، في هذه المناسبة، إلى جانب وجوه فنية. وأبرزت الصقلي أنها تلقت دعوة للمشاركة في مهرجان الموسيقى العربية بمصر، لكن نظرا للأحداث، التي تشهدها المنطقة، في ظل عدم الاستقرار، فهي تجهل مصير هذا المهرجان. أما على المستوى الوطني، فتؤكد الفنانة المغربية أن مشاركاتها متواضعة، إذ ستشارك خلال شهر دجنبر المقبل في حفل غنائي بفاس، موضحة أنها لا تشكو من الجانب المادي، لأنها راضية بالوضع الذي تعيشه، لكنها ترى أن الميدان الغنائي لا يقدر بثمن، مطالبة القيمين على الميدان مراجعة أوراقهم بإعادة الاعتبار للأغنية المغربية وللفنان المغربي. وفي الإطار نفسه، تقول كريمة الصقلي "أنا دائمة المشاركة في المهرجانات الصوفية، والأندلسية، والملحون، لكن تبقى هذه المناسبات موسمية، بحيث تظل السنة بكاملها تشهد فراغا فنيا بكل المقاييس، لذلك فأنا كمواطنة وكفنانة أضع عدة علامات استفهام". وأضافت كريمة الصقلي أن الدعوات، التي تتلقاها من خارج المغرب، تسعدها كثيرا وتحفزها، لأنها تقف في هذه السهرات إلى جانب وجوه غنائية عربية، وتلقى سهراتها نجاحا كبيرا، لكن تظل بداخلها غصة، لأنها تتمنى أن تلقى هذه الالتفاتات من بلدها. وكشفت الصقلي أنها شاركت في حفلات فنية مغربية، أكثر من مرة، وتنازلت عن أجرها طالبة التعويض فقط للموسيقيين الذين يرافقونها، مشيرة إلى أن كل هذه التنازلات تقوم بها من أجل رفع مستوى الأغنية المغربية. وفي انتظار الالتفات للأغنية المغربية، تقول الصقلي إنها تحاول أن تشتغل على آفاق جديدة، لتحتفظ باحترام الجمهور، الذي يظل سندها الأول. وبخصوص الأغاني التي ستؤديها في سلطنة عمان ودبي، أوضحت أنها ستشارك بريبرتوار غني ومتنوع، يجمع بين الأغاني الصوفية، والطربية والمغربية، لأنها تصر على تقديم اللون المغربي في كل حفلاتها الأجنبية. وكانت كريمة الصقلي قدمت ديو مع الفنان التونسي، لطفي بوشناق، ومع مارسيل خليفة، إذ جمعهما مشروع يضم الموسيقى العالمية، وترى أن الديو يجسد حوارا، ففي سنة 2000، شاركت في ديو إلى جانب فنانة أميركية، في إطار مهرجان فاس للثقافة الروحية، فهي ترحب بالديو كحوار وليس كموضة، لأنه حوار الحضارات والثقافات واللغات. وأبرزت أن جولاتها الفنية بمثابة جسر لتواصل الثقافات والحضارات، معتبرة أن الفن يجمع مختلف الجنسيات والانتماءات، فهو حسب رأيها لا هوية له، وهو لغة الحوار.