تختلف آراء عشاق اللونين الأحمر والأبيض بين الرضى والسخط على المستوى الذي ظهر به الوداد البيضاوي، مساء أول أمس الأحد، أمام ضيفه الترجي التونسي، ضمن منافسات الجولة الثالثة من دوري أبطال إفريقيا، المجموعة الثانية. فبينما يرى كثيرون أن الهفوات الدفاعية كشفت الوجه الحقيقي لفريق يحلم بصعود منصة التتويج على الصعيد القاري، يعتقد البعض الآخر أن الطريقة التي عاد بها الفريق الودادي في نصف ساعة الأخير، وإدراكه التعادل (2-2)، بعد أن كان متخلفا بهدفين لصفر، تؤكد أن الأمر يتعلق بفريق محترم، يكبر مع مرور الأيام، ويستفيد دوما من الأخطاء والهفوات. ليبقى المهم أن المدرب السويسري دوكاستل، الذي اعترف بوجود هفوات دفاعية قاتلة، مطالب بالعمل على الشق الدفاعي، في الأيام المقبلة، علما أنه طالب بالتعاقد مع مدافع أيسر في المستوى المطلوب، دون أن يستجيب المكتب المسير لطلبه، بالمقابل، جرى التعاقد مع سيل من المهاجمين، إلى درجة أن الكل يتوقع بعض المشاكل مستقبلا، لأن بعض الأسماء لن تطيق البقاء طويلا على كراسي الاحتياطيين. وبالعودة إلى المباراة، ورغم أن النتيجة تلمح إلى اقتسام الفريقين شوطي المباراة (الترجي في الشوط الأول، والوداد في الشوط الثاني)، إلا أن الحقيقة هي أن فريق الوداد كان مقنعا طيلة أطوار المواجهة، لولا الهفوات الدفاعية التي منحت الامتياز للضيوف، كما أن الترجي ظهر في ثوب الفريق الكبير، حتى بعد انهياره في بعض الوقت واستقبال شباكه هدفين في ظرف وجيز. كانت البداية ودادية، غير أن مختلف المحاولات كانت خجولة، وكانت تفتقر الفعالية، علما أن دفاع الترجي كان حاضرا بقوة، خصوصا مع مشاركة المالي كوليبالي، الذي انضم أخيرا إلى صفوف الفريق. وبينما كان الوداديون يبحثون عن هدف السبق، جاءت إحدى المرتدات التونسية، بقيادة العميد أسامة دراجي، لتكشف هشاشة الدفاع الودادي، رغم أن المدرب دوكاستل اعتمد على عبد الرحيم بنكجان مكان هشام العمراني في مركز الدفاع الأوسط، جنبا إلى جنب مع يوسف رابح. وكان لاعب الوسط التونسي، وجدي بوعزي، فعالا بشكل جيد، عندما نجح في هزم الحارس الدولي نادر لمياغري، الذي حاول التصدي للتسديدة المتقنة، دون أن يفلح في ذلك (د 21). كان هدف السبق كافيا للرفع من معنويات الضيوف، الذين واصلوا سيطرتهم على وسط الميدان، بينما حاول أصحاب الأرض الرجوع في النتيجة، من خلال بناءات هجومية افتقدت الفعالية، اللهم محاولة حقيقية من المدافع الأيسر مراد لمسن، أنهاها بتسديدة مركزة، غير أن القائم الأيمن ناب عن الحارس التونسي بنشريفية، قبل أن تتكرر أخطاء الدفاع الأحمر، وتمنح للتونسيين هدفا ثانيا في الدقيقة 37، لتختلط الأوراق أمام دوكاستل، الذي كان يأمل في نهاية الشوط الأول عند هذا الحد، حتى يتمكن من إعادة ترتيب أوراقه في فترة الاستراحة. وبالفعل، وبينما أبدى التونسيون رغبة في الحفاظ على نتيجة الشوط الأول، وبذل أقل مجهود ممكن في 45 دقيقة المتبقية، عاد الوداديون للظهور بصورة أفضل، واندفعوا للبحث عن مختلف الطرق المؤدية إلى مرمى بنشريفية، وتعددت التسديدات من بعيد، وهي الطريقة التي مهدت الطريق لإحراز الهدف الأول، عندما سدد برابح بقوة، فتصدى الحارس التونسي للكرة، غير أن المهاجم فابريس أونداما كان في المكان المناسب واستغل الفرصة (د 65)، ما أعطى شحنة معنوية، خصوصا مع استمرار الدعم الجماهيري. ولجأ دوكاستل إلى ورقته الرابحة عندما أشرك يوسف القديوي مكان أحمد أجدو، ليتواصل الضغط الهجومي للوداد، وكانت النتيجة هي حصول محسن ياجور على ضربة جزاء، أحرز منها القديوي هدف التعادل، لتعود المباراة إلى نقطة الصفر. وبقليل من التركيز، كان بإمكان لاعبي الوداد إضافة هدف ثالث بل وحتى رابع، علما أن عناصر الترجي لم تقف مكتوفة الأيدي، بل حاولت بدورها بلوغ مرمى لمياغري مرة ثالثة، لولا أن الأخير كان يقظا، ونجح في إبعاد أكثر من كرة خطرة، كما أن لاعبي الدفاع وقفوا سدا منيعا أمام سلسلة من المحاولات. واعترف نبيل معلول، مدرب الترجي، مرة أخرى، بقوة الوداد، وقال "أكد لاعبو الوداد، إن كان الأمر يحتاج إلى تأكيد، أنهم يشكلون فريقا قويا، وأن بإمكانهم خلق الفارق في أي لحظة". من جهته، أكد دوكاستل أن ثمن الأخطاء كان باهضا، مضيفا " فرض فريق الوداد إيقاعه منذ انطلاق المباراة، غير أن التفكك على مستوى خط الدفاع جعلنا ندفع الثمن غاليا، علما أننا نجحنا في العودة في النتيجة خلال الشوط الثاني". أما اللاعب الدولي الودادي، محمد برابح، فقدم تشكراته نيابة عن جميع اللاعبين إلى الجمهور الأحمر، الذي ساند الفريق طيلة الدقائق التسعين، وكان وراء البحث عن العودة في النتيجة، وقال "أريد أن أشكر الجمهور الذي ساندنا بقوة، ودفعنا إلى البحث عن الأهداف. حقيقة أننا لم نحصد سوى نقطة واحدة، غير أنها تظل نتيجة جيدة، لأن الأمر يتعلق بمباراة كبيرة. احتفطنا بصدارة المجموعة، وهذا في حد ذاته أمر إيجابي، بالنظر إلى قيمة الفرق التي نتنافس معها". لابد من الإشارة إلى أن الجمهور الودادي استجاب لنداء المكتب المسير، وبالتالي غابت الشهب الاصطناعية عن المدرجات، اللهم حالة واحدة بالجانب المخصص لأنصار الترجي، بعد إحراز الهدف الثاني في مرمى ناذر لمياغري.