أعلن قسم البرمجة بالقناة السادسة، التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، عن عرض مسلسل "معاوية والحسن والحسين رضي الله عنهم"، الذي أخرجه عبد الباري أبو الخير، لقطة من مسلسل الحسن والحسين (خاص) طيلة شهر رمضان، رغم تهديدات أطلقها جامع الأزهر في مصر برفع دعاوى قضائية ضد كل القنوات، التي أعلنت عن عرض المسلسل، ويتعلق الأمر بقنوات "نسمة" التونسية، و"السادسة" المغربية، و"روتانا" المصرية، و"روتانا" الخليجية، و"الحياة"، و"النهار"، و"التحرير"، و"البيت بيتك"، و"إل بي سي، وميلودي دراما". وأكد إدريس الحيان، مدير قسم البرمجة بالقناة السادسة، في تصريح ل"المغربية"، أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وافقت على عرض المسلسل، الذي صورت مشاهده في المغرب، والأردن، وسوريا، ولبنان، والإمارات العربية، اعتمادا على موافقة أعضاء المجلس العلمي للمملكة، موضحا أن لجنة تشكلت من 5 علماء أقرت موافقتها على عرض المسلسل، بعدما تأكدت من خلوه من كل ما يعارض الشريعة الإسلامية عموما، ومذهب أهل السنة خصوصا. وأضاف الحيان أن "المسلسل يعتبر قيمة مضافة للقناة السادسة، وللدراما التاريخية الإسلامية، التي هي في أمس الحاجة لمثل هذه الأعمال الجادة والهادفة، لكشف الضلالات، التي حاولت النيل من الصحابة". من جهته، أكد محمد بن إبراهيم السكنفل، عضو المجلس العلمي، أن أحداث سيناريو المسلسل لا تتعارض مع ما ورد في الكتاب والسنة، وأنه لا مانع من عرضه بالقناة، موضحا، في تصريح ل"المغربية"، أن "دور اللجنة كان استشاريا، وباركت المسلسل، الذي يؤكد، من خلال عنوانه "معاوية والحسن والحسين رضي الله عنهم"، أنه يطعن في أي شك حول نزاهة الصحابة، خصوصا معاوية، وولدي الإمام علي، وسبطي الرسول، الحسن والحسين". وأضاف السكنفل أن أحداث المسلسل، الذي قال إنه شاهد معظم حلقاته، تدور حول "سيرة سبطي الرسول، الحسن والحسين رضي الله عنهما، وعلاقتهما بالصحابة رضي الله عنهم، خصوصا معاوية، والفتن التي وقعت عقب مقتل الخليفة الراشدي عثمان بن عفان، وكشف مؤامرات اليهود، من خلال شخصية عبد الله بن سبأ، ودوره في إثارة الفتن بين المسلمين"، مبرزا أن المسلسل يدعو إلى رد الأمور إلى نصابها، والطعن في كل المواقف المتطرفة، التي ترمي إلى إشعال الفتنة بين المسلمين. في السياق ذاته، أجمع عدد كبير من العلماء المسلمين، منهم المصري يوسف القرضاوي، والسعودي سلمان العودة، واليمني حمود الهتار، وقاضي المحكمة العامة بمكة، هاني الجبير، على موافقتهم على عرض المسلسل، وتجسيد الحسن والحسين، وفق "ضوابط محددة، تأكدوا من تطبيقها بعد قراءة سيناريو المسلسل ومتابعة أطوار تصويره". بالمقابل، أكدت مصادر إعلامية مصرية" أن "الأزهر قرر رفع دعاوى قضائية ضد قناتي "الحياة" و"النهار" وغيرهما من القنوات الأخرى، التي أعلنت عن عرض مسلسل "الحسن والحسين" على شاشاتها خلال شهر رمضان". وقال أمين عام مجمع البحوث الإسلامية في مصر، علي عبد الباقي، في تصريحات تلفزيونية، إن "الأزهر يرفض عرض المسلسل، استنادا لقرار المجمع، الذي يحرم ظهور الأنبياء والصحابة وآل البيت في الأعمال الدرامية"، مضيفا أن "المجمع يرفض ظهور الإمامين بشخصهما في الأعمال الدرامية". كما رفضت نقابة الأشراف في الأردن، التي تضم كل من ينتمون بنسب الدم إلى العائلة الهاشمية، خصوصا أحفاد الرسول من ابنته فاطمة الزهراء، عرض المسلسل، وقال نقيب الأشراف، محمود الشريف، في تصريحات مماثلة، "نحذر من خطورة عرضه وتجسيد شخصية سبطي الرسول"، مشددا على ضرورة "عرض المسلسل على مجمع البحوث الإسلامية والمؤسسات الدينية، لإبداء الرأي الشرعي فيه، وحتى لا تكون هناك تجاوزات أو مخالفات بالعمل الدرامي، قد تؤدي إلى حدوث بلبلة وفتنة بين المسلمين، خصوصا في مثل هذا العمل الحساس".