أكد منتجو المسلسل التاريخي "الحسن والحسين ومعاوية"، الذي أثار جدلا حول مدى جواز تجسيد الحسن والحسين (رضي الله عنهما)، أن "المسلسل حصل على إجازة للعرض من خلال 35 فتوى شرعية من المشايخ وكبار علماء المسلمين"، وبالتالي التزام المؤسسة المنتجة للعمل "بالرأي القائل بجواز تجسيد الصحابة" "وفق ضوابط الحفاظ على مكانة ومنزلة تلك الشخصيات الاعتبارية والشرعية"، استنادا إلى فتاوى لمراجع سنية وشيعية لإنتاجه وعرضه. وإلى هذا الرأي، ذهب مولاي عمر بن حماد، أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة مكناس، مؤكدا أنه لا حرج ولا بأس في تجسيد دور الحسن والحسين، لأن حجب صورتهما عن الناس ليس فيه أي خدمة لهما، مشيرا إلى أنه قد سبق تجسيد "حمزة" عم الرسول صلى الله عليه وسلم في فيلم "الرسالة"، وبعض كبار الصحابة. وزاد بالقول، في تصريح ل"التجديد"، أنه "مع ما سبق أن أفتى به الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والدكتور أحمد الريسوني خبير أول بمجمع الفقه الإسلامي الدولى بجدة في اجتماع سابق بتركيا لنخبة من العلماء، وخلصوا إلى جواز تجسيد الصحابة، باستثناء الخلفاء الراشدين، والعشرة المبشرين بالجنة، وما دون ذلك الاستثناء فلا بأس به ولا حرج فيه – يؤكد بنحماد-. وقال منتج المسلسل محمد العنزي لوكالة "فرانس برس" إن "هذا موضوع شرعي، ونحن أخذنا فتاوى علماء بجواز ظهورهم وخضعنا فيه للمعايير الشرعية"، مؤكدا "نحن لا نملك أن نحلل أو نحرم". وأضاف إن " محمد فضل الله رحمه الله أعطانا فتوى خاصة للعمل بجواز ظهور الحسن والحسين في المسلسل والنص كان فيه لجنة متخصصة بدكاترة تاريخيين منهم علي الصلابي ومحمد البرزنجي ودار الإفتاء السورية والشيخ حسن الحسيني، هذا فيما يخص الروايات التاريخية". وتابع أن الداعية المصري القطري يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "اطلع على أول خمس حلقات وملخص العمل وأعطانا فتوى على هذا الأساس". و قال العنزي ل "إيلاف": "العمل يعتبر توافقيا ومبنيا على حسن الظن والعلاقة الطيبة بين الصحابة وآل البيت، حاولنا من خلال العمل طرح القضايا الجدلية بوجهة نظر توافقية". من جهته، قال المستشار الشرعي والتاريخي للعمل الحسن الحسيني، إنه "تم التوجه لثلة من نخبة الفقهاء الموثوقين منهم القرضاوي" واحمد هليل قاضي قضاة الاورد والداعية السعودي سلمان بن فهد العودة وقيس بن محمد آل مبارك عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية. من جهته قال محمد الحسيان أنه قبل البدء بكتابة النص الدرامي "قام فريق الإنتاج بتوجيه الكاتب حول أهداف المسلسل ورؤيته في توحيد صفوف الأمة واطلاعه على المعايير الشرعية التي يجب أن تتوافر خلال تشخيص آل البيت والصحابة الكرام وبما يليق بمكانتهم".وشدد على أن "المسلسل لا يعتبر وثيقة تاريخية بل عمل درامي مبني على أسس وحقائق وأخبار تاريخية صحيحة"، يهدف إلى "تفنيد بعض الروايات التاريخية المغلوطة". ويلقي المسلسل وهو من إخراج السوري عبد الباري أبو الخير وتأليف وسيناريو محمد السيادي بمشاركة محمد الحسيان، الضوء على "الفتنة الكبرى" عبر تصوير حياة حفيدي النبي محمد الحسن والحسين ودورهما في الدفاع عن الخليفة عثمان بن عفان ومساندة والدهما علي بن أبي طالب. والمسلسل الذي يمر حاليا بعملية المونتاج النهائية استغرق تصويره وإنتاجه ثلاث سنوات وتخطت تكاليف إنتاجه تخطت8 ملايين دولار، بحسب المنتجين.ويمثل الأردنيان خالد الغويري ومحمد المجالي دوري الحسن والحسين على التوالي بينما يشارك في العمل فنانون من سوريا ولبنان والأردن. شارة المقدمة سيغنيها المنشد الديني محمد الحسيان. وكانت شركة المها للإنتاج الفني، الكويتية التي تشكل الذراع الإنتاجية لمجموعة النور القابضة القطرية، أعلنت منذ أيام انتهاء العمليات الإنتاجية والفنية الخاصة بالمسلسل الذي تم تصويره في المغرب ولبنان والأردن، واستغرق 3 سنوات تقريبا. وينتظر أن يعرض المسلسل في شهر رمضان المقبل على مدى 30 حلقة، تبلغ مدة كل حلقة منها ساعة كاملة. في عدد من القنوات الفضائية العربية بينها : "قناة السادسة" المغربية، "روتانا خليجية" و"روتانا مصرية"، و"الحياة" و"التحرير"، و"البيت بيتك"، و"قناة نسمة التونسية"، والسودان والمؤسسة اللبنانية للإرسال (ال بي سي). كما ستتم دبلجة المسلسل إلى عدة لغات منها الانكليزية والتركية والماليزية والاوردو. يذكر أن مجمع البحوث الإسلامية، وهو أعلى هيئة للافتاء يضم كبار العلماء بالأزهر، طالب المسؤولين عن الاعلام في مصر بمنع عرض مسلسل " الحسن والحسين ومعاوية ". وأكد الأمين العام للمجمع علي عبد الباقي ، في تصريح صحافي الأسبوع الماضي، أن المجمع ناقش الموضوع وجدد رفضه تجسيد الرسل والأنبياء وال البيت والعشرة المبشرين بالجنة في الأعمال الفنية.