على الرغم من الجدل الكبير الذي خلفه في سوريا، التي تحفظت مراجعها الدينية كثيرا حول منح الترخيص بالتصوير، وبعد ثلاثة أشهر من التصوير في لبنان، انتقل الفريق الفني والتقني للمسلسل التلفزيوني الجديد «الحسن والحسين» إلى المغرب لتصوير آخر مشاهده بمشاركة ممثلين مغاربة من بينهم هشام بهلول، إلى جانب ممثلين من سوريا والأردن وتونس والخليج العربي. وأكدت مصادر مقربة من العمل التلفزيوني أن الشركة المنتجة لمسلسل (المها الكويتية) خصصت لمسلسل «الأسباط» الذي كتبه المؤلف السوري محمد اليساري وأخرجه عبد الباري أبو الخير ميزانية ضخمة قدرت بثلاثة ملايين دولار، ولم تستبعد المصادر أن يكون الممثل محمد مفتاح قد أشرف على عملية «الكاستينغ». واختار المخرج أن يصور مشاهد المغرب في مدينة «ورزازات» التي صورت فيها العديد من الأعمال التاريخية العربية والعالمية. وعلمت «المساء» أنه تم تعويض الممثل الشهير سلوم حداد الذي جسد شخصية «شقيف» في مسلسل «الكواسر» الشهير بممثل آخر، رغم تصويره ما يقارب نصف المشاهد، كما غاب الممثل سامر المصري الذي سيغيب عن الجزء الرابع من مسلسل «باب الحارة»، دون معرفة الأسباب رغم أنه أكد قبل شهور قليلة مشاركته في العملين. وكان من المنتظر أن يجسد الممثل سلوم حداد شخصية معاوية ابن أبي سفيان، في الوقت الذي كان من المرجح أن يقوم الممثل سامر المصري بتشخيص دور الإمام الحسين. وفي رده على إمكانية سقوط العمل في الترويج لمذهب ديني على حساب آخر، أو إثارة الفتنة المذهبية أو الإساءة إلى سيرة الإمامين الحسن والحسين، قال الممثل هشام بهلول الذي شارك في العديد من الأعمال العربية، من بينها دوره المتألق في مسلسل «هولاكو» في تصريح ل«المساء:» لقد أكد لي المنتج أن الفريق المسؤول عن العمل حصل على ما يقارب 20 فتوى شيعية وسنية وأخذ برأي العديد من العلماء منهم علماء من الأزهر وآخرين من المغرب.. هذه الفتاوى والآراء منحت الضوء الأخضر لتصوير العمل لاقتناعها بعدم الإساءة إلى الإمامين، وفي ما يرتبط بالجانب المتعلق بالمذهب، فقصة مسلسل «الحسن والحسين» تتأسس على قاعدة أو مبدأ حسن الظن بين الصحابة وإظهار اليهود كمسؤولين مباشرين عن الفتنة بين الشيعة والسنة»، وهي الفتنة التي يبرزها المسلسل- حسب ما صرح بهلول سابقا لعدة منابر عربية- من خلال شخصية عبد الله بن سبأ. وفي الوقت الذي رخص فيه بالتصوير في المغرب، تجب الإشارة إلى أن وزير الأوقاف السوري كان قد أكد- في تصريح تناقلته العديد من المواقع العربية الرسمية- أن وزارته لن تسمح بتصوير العمل في سوريا، إذا كان سيظهر وجهي الإمامين أو أي وجه لأهل البيت أو لأحد الخلفاء الراشدين أو أمهات المؤمنين. واستند الوزير في قراره على فتوى الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي التي لا تجيز ذلك «درءا للفتنة وخوفا من أن يكون هذا مقدمة لتجسيد شخصية الرسول»، واقترح مفتي سوريا أحمد حسون اجتماع المسلمين من كل المذاهب «للنظر في الفوائد والأضرار وعرض الموانع الشرعية للأمر، لأن الإمامين يعنيان المسلمين من كل الطوائف». واعتبرت جهة رافضة لإنتاج العمل أن المنتج محمد العنزي تحجج بما أسماه الخلاف الشرعي لينقذ مسلسله، وأكدت عدة مواقع عربية أن المنتج استند على فتاوى من المراجع الدينية(السيستاني،محمد حسين فضل الله، يوسف القرضاوي، سلمان العودة...) لتصوير العمل، في وقت لم يتسن لنا أخذ وجهة نظر مديرية الأوقاف التي رفضت الترخيص لتصوير حلقة من برنامج «بصيغة أخرى» الذي كان سيخصص لأعلام مدينة مكناس.