يتواصل في مدينة ورزازات، تصوير مشاهد من المسلسل العربي التاريخي الجديد "الأسباط"، الذي يحكي قصة سبطي الرسول الكريم، الحسن والحسين رضي الله عنهما. ويأتي تصوير العمل في المغرب، بعدما رفضت السلطات السورية السماح لفريق عمل المسلسل تصوير مشاهده على أراضيها، إثر الانتهاء من تصوير المشاهد الأولى في لبنان، بناء على قرار وزير الأوقاف السوري، الذي استند خلاله إلى فتوى الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، التي لا تجيز ذلك "درءا للفتنة وخوفا من أن يكون هذا مقدمة لتجسيد شخصية الرسول"، خاصة أن المسلسل سيعمل على إظهار وجهي الممثلين اللذين سيقدمان شخصية السبطين، وهو ما اعتبره القرار يتنافى مع الشريعة الإسلامية، التي تمنع إظهار وجوه آل البيت والخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين. وأبرز مسؤول في المركز السينمائي المغربي، ل "المغربية"، أنه رُخص بتصوير مشاهد من المسلسل في المغرب، بناء على توصل فريق عمله بما يفوق 20 فتوى دينية من مختلف الأطياف، بالإضافة إلى رصد آراء مجموعة من علماء الدين يتقدمهم علماء الأزهر الشريف، منحت من خلاله إشارة السماح بتصوير العمل، ما فتح الباب أمام مسؤولي المركز بالتأشير لتصوير العمل في استوديوهات مدينة ورزازات. وكان فريق العمل، بعث بطلب تصوير مشاهده لكافة القطاعات المتدخلة في ذلك، من بينها إلى جانب المركز السينمائي المغربي، كل من وزارة الاتصال، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي أوضح مسؤول بها أن مهام الترخيص لتصوير الأعمال الأجنبية في المغرب تبقى من اختصاص المركز السينمائي المغربي، بناء على جمع مختلف الملاحظات المتعلقة بالموضوع. من جهته، قال الممثل المغربي، هشام بهلول، ل "المغربية"، إن منتج المسلسل محمد العنزي، استند في العمل إلى فتاوى مجموعة من المراجع الدينية، كالسينتاسي، ويوسف القرضاوي، وسلمان العودة، ومحمد حسين فضل الله، وهو ما يمكن فريق العمل من استئناف تصوير المسلسل، الذي أنجز منه حوالي 90 مشهدا في الأراضي اللبنانية. وأضاف بهلول، الذي يقدم دور مسلم بن عقيل بن أبي طالب ابن عم السبطين، أن العمل يظهر حسن النية بين المسلمين رغم اختلاف مذاهبهم، دون الإساءة إلى أي أحد منها. ولم يخف بهلول أن يكون العمل الذي تشارك فيه أيضا مجموعة من الوجوه الفنية المغربية الشابة، أن يتنافس في سباق اقتناء حقوق بثه مجموعة من القنوات الفضائية العربية. إلى ذلك أسر أحد مسؤولي شركة "مها الكويتية" المنتجة للعمل ل"المغربية" أن هذه الأخيرة سخرت كافة الإمكانات المالية والتقنية لإنجاح العمل، إذ وفرت ميزانية قدرت بثلاثة ملايين دولار أميركي، مرشحة للارتفاع، خاصة أن باب التمويل مازال مفتوحا في وجه المستشهرين الخواص. يشارك في هذا العمل لمؤلفه السوري محمد اليساري، ومخرجه عبد الباري أبو الخير، مجموعة من الفنانين من جنسيات عربية مختلفة، منها الأردنيان محمد مجالي وخالد الغويري، اللذان يجسدان على التوالي دوري الإمامين الحسين والحسن، بالإضافة إلى الكويتي فائق عرق السوسي، والسوري تيسير إدريس، والسورية دينا حوارنة. وواجه فريق العمل مشكل تخلي الممثل السوري سلوم حداد عن استمرار تجسيد شخصية معاوية بن أبي سفيان، رغم تصويره نصف المشاهد الأولى، وهو ما دفع بالمشرفين عليه بتغييره بوجه آخر. وكانت مجموعة من المراجع الدينية تحفظت حول منح الترخيص تصوير العمل، خاصة أن الساهرين على إنجازه يودون تجسيد شخصيات تعد من "آل البيت"، فضلا عن مخافة سقوط العمل في الترويج لمذهب ديني دون آخر.