قدرت نتائج البحث، الذي أجرته شركة نوفونورديسك، عدد الأشخاص الذين يعانون داء السكري في المغرب بحوالي 1,5 مليون شخص، أو 8,3 في المائة من مجموع السكان. وأعلنت نوفونورديسك أن هذا الرقم سيصل إلى 2,6 مليون سنة 2030، أو 9,8 في المائة من السكان في حال ما إذا لم يجر القيام بمجهودات جبارة من أجل التصدي لزحف الداء. وكشفت الشركة، خلال إعلانها أول أمس الأربعاء، في اللقاء الصحفي الذي عقده فرعها بالمغرب، عن نتائج الدراسة التي أنجزتها حول مستوى الوعي بالداء بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن وجود مستوى ضعيف جدا في المنطقة على صعيد الوعي بمخاطر داء السكري، مبرزة أنه بين الجهل والمعلومات المضللة وضعف الإمكانيات والإيمان والاعتبارات، يعرف الداء انتشارا قويا في كل بلد من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، رغم أن بعض دولها بذلت جهودا لا يستهان بها خلال السنوات الأخيرة، حيث إن 40 في المائة فقط من الأشخاص المستجوبين داخل المنطقة يتمكنون من معرفة حقيقة أسباب الداء ومخاطره، مقابل 41 في المائة بالمغرب. وأشار البحث إلى أن 80 في المائة من المستجوبين في البلدان العشرة يعبرون عن قلقهم من التنامي المزعج شيئا ما للداء في المنطقة، في حين يضع 56 في المائة من الأشخاص الذين شملهم المسح داخل المنطقة داء السكري من بين الأمراض التي يجب أن تكون رعايتها من بين الأولويات، وهو رأي يشاطره 82 في المائة من المغاربة المستجوبين. وأضاف البحث، الذي قدم نتائجه جمال بلخضير، بروفيسور اختصاصي في علم الغدد، أن 44 في المائة من المغاربة المستجوبين، الذين يتوفرون على معدل مرتفع للسكر بالدم، يقرون أنهم لم يقوموا بعملية الكشف عن داء السكري قبل إصابتهم بالمرض، موضحة أن هذا واقع تتقاسمه أغلب دول منطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، معزية ذلك إلى مسألة التحسيس والإخبار، حيث أكد 47 في المائة من الأشخاص المستجوبين في حاجة ماسة للتعليم من أجل التحسيس بأهمية الكشف، من خلال مدهم بالمعلومات الضرورية. ويكشف البحث، الذي قدمت خلاصته لأول مرة لمنتدى قيادة داء السكري بمنطقة مينا، شهر دجنبر الماضي، الخطر الذي يمثله الجهل بالمرض وبأسبابه، كما كشف الستار عن وجود نقص كبير في مستوى وعي سكان منطقة "مينا" بمخاطره ومضاعفاته، موضحا أنه على مستوى الوعي بالداء يمكن اعتبار المغرب "تلميذا جيدا" بالمنطقة، رغم أن مسار محاربة المرض والقضاء عليه ما يزال طويلا. وبخصوص ممارسة الرياضة والصوم لدى مرضى السكري، أشارت الدراسة إلى أن 31 في المائة من الأشخاص المستجوبين في المغرب يعتقدون بإمكانية التوفيق بين المرض والصوم، كما توقع 75 في المائة من الأجوبة المغربية عدم قدرة المريض بداء السكري على ممارسة التمارين الرياضية، موضحة أن قراءة للأجوبة العامة عن الأسئلة المتعلقة بأسباب ومخاطر العدوى بالمرض، تبين مدى الجهل بحقيقة داء السكري، إذ أن أغلبية الأشخاص المستجوبين مقتنعون بأن داء السكري هو أصل مرض الروماتيزم والعمى وعمليات بتر الأعضاء ومشاكل ارتفاع ضغط الدم. وتبلغ نسبة المغاربة المستجوبين، الذين يعتقدون بأن السكري داء معدي، 18 في المائة مقابل 8 في المائة في المتوسط داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسب الدارسة التي أوضحت أن ما لا يقل عن 67 في المائة من المغاربة المستجوبين يقتنعون بأن داء السكري لا يمكن أن يكون مرتبطا بمشاكل الدورة الدموية، مقابل 58 في المائة داخل المنطقة بصفة عامة، مشيرة إلى أن نسبة 48 في المائة في المغرب يعتقدون أن داء السكري قد يؤدي إلى الشلل، كما يقتنع 50 في المائة بوصف الداء "بوصمة عار". وكشفت الدراسة أن 68 في المائة من المستجوبين في المغرب يرون أن الأطفال المصابين بداء السكري وأبناء المصابين به هم أكثر عرضة، وهو رأي يشاطره 72 في المائة من الأشخاص المستجوبين في منطقة مينا، معلنة أن 78 في المائة من المغاربة و75 في المائة من الأشخاص المستجوبين بمنطقة مينا يعتقدون أن داء السكري يهم الأشخاص المسنين. وانتقد 61 في المائة من المستجوبين المغاربة غياب موارد تعليمية مخصصة للأشخاص الذين يعانون داء السكري. كما يرى 66 في المائة أن التكفل من طرف السلطات الصحية مازال ضعيفا. كما انتقد 24 في المائة جودة الرعاية الطبية، مضيفة أن 44 في المائة من المستجوبين المغاربة يؤكدون أن بلوغ التطبيب بالنسبة للمصابين بالسكري يظل حلما. ودعت الدراسة إلى رفع الميزانية المخصصة للرعاية الصحية في المغرب إلى 2,7 مليار درهم. وتعتبر نوفو نورديسك شركة تعمل في مجال الصحة، متخصصة في الأبحاث المتعلقة بالمنتجات الصيدلية وفي إنتاجها وتوزيعها.