كشفت إحصائيات وزارة الصحة أن ما يقارب من ثلاثة ملايين مغربي يعانون من مرض السكري، دون احتساب الحالات غير المصرح بها، في ظل غياب معطيات وبائية موثوق بها حول هذا الداء. وأفادت آخر دراسة وبائية تم إجراؤها على أشخاص يتجاوز سنهم 20 سنة أن نسبة انتشار داء السكري في المغرب سجلت عام 2008 نسبة 10 في المائة، فيما قد ترتفع هذه النسبة لدى الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 50 سنة. وبلغ عدد المصابين المتكلفين وطنيا حوالي 339.922 مريضا، فيما يتراوح عدد الذين يعانون من مضاعفات صحية بسبب السكري 6552 شخصا. ويعاني 33 في المائة من الأشخاص من ضغط الدم و29 في المائة من الكوليسترول، وهي حالات كثيرا ما تكون مصاحبة لمرض السكري. وعملت وزارة الصحة على وضع مخطط صحي في أفق 2012 يسعى إلى تحسين مستوى التكفل بمرضى السكري وتعزيز استراتيجية التواصل والإعلام في هذا المجال وللحد من استفحال هذا الداء ومساهمة في تقليص عدد الوفيات جراء داء السكري. وبلغ عدد المصابين بالسكري في جهة مراكش تانسيفت حوالي 29.117 شخصا، بينهم 14.564 في مراكش و6071 في قلعة السراغنة و3.195 بالصويرة. وسجلت جهة فاس بولمان 24.062 حالة، وسجلت صفرو 13 في المائة من المصابين، 74 في المائة منهم يتجاوز عمرهم 40 سنة و441 واحدا منهم يعانون من مضاعفات مزمنة بسببه. وصرح حميد اليموري، رئيس جمعية مرضى السكري بفاس ل«المساء» أن 40 في المائة من المصابين بالسكري يجهلون إصابتهم بالمرض، ولا يحسون بالإصابة إلا عندما تظهر لديهم المضاعفات وهي القصور الكلوي والتهاب اللثة والأسنان وأمراض العيون. وأضاف اليموري أن قلة الجمعيات في المغرب تجعل فعالية حملات التحسيس ضعيفة جدا ولا ترقى إلى انتظارات المصابين بداء السكري، وسط غياب دراسات ميدانية ووبائية حول هذا الداء. يذكر أن عدد الأشخاص المصابين بداء السكري في العالم وصل حاليا إلى نحو 285 مليونا بالمقارنة مع 264 مليونا قبل ثلاثة أعوام، حسب آخر الأرقام التي أعلنها الاتحاد الدولي للسكري. وعلى صعيد العالم العربي، تقدر نسبة الإصابة في الشرق الأوسط بأكثر من 9.2 في المائة، وتبلغ النسبة بين القطريين 24 في المائة والإماراتيين 19.5 في المائة والسعوديين 16.7 في المائة.