نبه خبراء في مجال مكافحة مرض السكري إلى الخطورة التي بات يشكلها هذا المرض ضمن الأمراض غير المنقولة على صحة سكان المعمور. وأكد هؤلاء الخبراء في ندوة صحفية عقدوها يوم الأربعاء 6 يوليوز بالرباط ليقدموا نتائج دراسة حول داء السكري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن الضرورة تقتضي تضافر جهود جميع الأطراف من سلطات مختصة وخبراء وإعلام ومجتمع مدني من أجل التعريف بهذا المرض الذي شبهوه بتسونامي يهدد العالم اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا في حالة عدم الاهتمام به وتوفير جميع الإمكانيات من أجل مواجهته وتطويقه. وأفادت الدراسة المشار إليها أن هذا الداء المزمن يصيب حوالي 8.3% من سكان المغرب من الفئة العمرية التي تفوق 20 سنة، أي مايناهز مليون و500 ألف نسمة، بالإضافة إلى أن 10% من السكان يجهلون أنهم مصابون بالسكري، وتضيف الدراسة إن نسبة كبيرة من هؤلاء المصابين يصومون خلال شهر رمضان، بالرغم من أن الدين الإسلامي دين يسر وبالرغم من النصائح التي يقدمها لهم الأطباء والتي تحثهم على ضرورة مداومة تناول الأدوية وتجنب مخاطر الصيام. وتكشف الدراسة أن داء السكري يصيب اليوم حوالي 26.6 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع توقعات أكثر إثارة للقلق على مستوى المستقبل، حيث من المتوقع أن يتضاعف هذا العدد مرتين في أفق سنة 2030. وعلى الصعيد العالمي تشير الدراسة إلى ان انتشار مرض السكري أضحى مقلقا، وهو يعرف تزايداً غير مسبوق، حيث سجلت سنة 2010 إصابة أكثر من 300 مليون شخص، ومن المتوقع ان يرتفع هذا الرقم إلى 500 مليون بحلول سنة 2030، ، وستكون الدول الفقيرة والنامية، كما هو الحال اليوم، الأكثر تأثراً سواء على الصعيد الصحي أو الاقتصادي حيث إن حجم الانفاق العالمي في مجال الصحة العمومية الموجه للمعالجة والوقاية من السكري ومضاعفاته ترتفع إلى مئات الملايير من الدولارت سنويا. وتبرز الدراسة أنه من المفارقات الغريبة أن 80% من حجم الإنفاق العالمي المخصص لهذا الداء تتم داخل الاقتصاديات الأكثر غنى، في حين يخصص المبلغ المتبقي للدول ذات الدخل المحدود، التي تضم 80% من الأشخاص المصابين. وتشير مجموعة نوفو نورديسك الرائد العالمي في معالجة مرض السكري إلى أن قمة الأممالمتحدة حول الأمراض غير المنقولة المتوقع عقدها خلال شهر شتنبر 2011 بنيويورك تعتبر إشارة قوية تبرز مدى الأهمية التي يجب أن يحظى بها التعامل مع بعض الأمراض كما هو الشأن بالنسبة لمرض السكري.