سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاتحاد العام للشغالين يناقش في ندوة وطنية هامة على مدى ثلاثة أيام بتنسيق مع مكتب العمل الدولي سبل تفعيل التوصية 200 لمنظمة العمل الدولي حول مكافحة داء السيدا
أكد عبد الحميد شباط ، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب ، أن هذا الأخير قد أدرك مبكرا حجم و خطورة وباء فيروس نقص المناعة البشرية على العاملين ، و الدور الذي بإمكانه القيام به لمكافحة هذا المرض ، و في هذا الصدد ، قامت نقابة الاتحاد العام للشغالين بسلسلة من المشاريع و الأنشطة القاضية بتعميم حملات التوعية على العاملين بخطورة هذا الداء و أسباب انتشاره داخل أوساط الشغيلة في مختلف مناطق المغرب. جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية الموجهة إلى الفعاليات المشاركة في الندوة الوطنية الهامة التي دعا إليها الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ، بتنسيق مع مكتب العمل الدولي ، و التي تدور أشغالها على مدى ثلاثة أيام – 25 و 26 و 27 أبريل الجاري بالرباط حول موضوع : تفعيل التوصية 200 لمنظمة العمل الدولي حول داء فقدان المناعة المكتسب . و قال عبد الحميد شباط ، إن التوصية 200 لمنظمة العمل الدولية تعد ابتكارا مميزا في هذا المجال ، مذكرا أن النقابات لعبت دورا رئيسيا في ذلك عبر خوضها معارك على الصعيد الدولي و ممارستها للضغوط اللازمة لكي يتم خلق آلية دولية قادرة على جلب المزيد من الاهتمام في ميدان محاربة فيروس نقص المناعة البشرية على المستويين الوطني و الدولي . و عبر الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين عن أمله في أن تخلص فعاليات هذه الندوة إلى توصيات مناسبة تمكن النقابة من إحالتها على السلطات المختصة لحثها على تبني التوصية 200 ، و إدماج عناصرها الرئيسية في السياسات و الاستراتيجيات الوطنية . و من جهته ، أعرب أمادو سيسي ، ممثل مكتب العمل الدولي ، عن مدى سعادته بالمشاركة في هذه الندوة الهامة و المساهمة في إنجاحها ، مشددا على أن الجميع اليوم مدعو أكثر من أي وقت مضى للانخراط في تفعيل بنود التوصية 200 ، و القاضية بمواجهة داء السيدا الذي بات يشكل معضلة حقيقية تنخر جسد المجتمعات . و من المرتقب أن تنهي الندوة أشغالها على إيقاع مشاركة مكثفة ووازنة من طرف عدد من الهيئات و المؤسسات ، كوزارة الصحة ووزارة التشغيل و أرباب العمل ، و العديد من المنظمات النقابية و المهنية و جمعيات المجتمع المدني ذات الاختصاص ، مع حضور لافت لخبراء مغاربة و أجانب و أساتذة جامعيين و باحثين مهتمين . العربي القباج عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لشغالين بالمغرب ل«العلم» ندعو الدولة المغربية للمصادقة على الاتفاقية 200 لمكتب العمل الدولي بخصوص داء السيدا يأتي هذا اللقاء الدراسي في أعقاب صدور الاتفاقية 200 لمكتب العمل الدولي حول محاربة داء السيدا ، و بطبيعة الحال ، هذه التوصية تهم كافة المواطنين ،و لكنها تتوجه أساسا و بوجه خاص للطبقة الشغيلة ، حيث إن هذا الداء يؤثر على الاقتصاد المغربي و على الوضعية الاجتماعية لعموم العمال . و من نافلة القول أن دورنا في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ، هو أولا تحسيس الشغيلة بهذا المرض الخبيث ، حتى تكون واعية بمخاطره و مسبباته . أيضا هذا اللقاء من المرتقب أن يكون محطة نوعية للخروج بتوصيات من أجل حث الحكومة المغربية على التصديق على التوصية 200 . و جدير بالإشارة ، أنه على مستوى توافر إحصائيات مدققة و مضبوطة لعدد الحالات المصابة بداء فقدان المناعة المكتسب ، حاليا لازلنا في مرحلة بحثها نظرا لحساسية و خصوصية هذا الداء ، و هذا ما سيشكل إحدى محاور مباحثاتنا خلال هذه الندوة ، علما أن المغرب و لله الحمد لا زال بمنأى عن هذا الداء بالشكل الموجود عليه الحال في دول و مناطق أخرى من العالم ، و لكن هذا لا يمنعنا من العمل على التحسيس و الوقاية في أوساط الشغيلة على وجه الخصوص . و في هذا السياق ، لا بد من تثمين الأدوار الفاعلة التي تقوم بها الدولة ممثلة في وزارة الصحة بمعية فعاليات المجتمع المدني و الهيئات المختصة التي تقوم بالدور الأهم في حث المواطنين و تحسيسهم بخطورة هذا الداء . كلمة عبد الحميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب أماكن الشغل هي الموقع النموذجي لتنفيذ برامج مكافحة السيدا الإخوة النقابيون، وممثلو الإدارات العمومية والمنظمات الوطنية والدولية والأساتذة الجامعيون والخبراء في ميدان السيدا. لقد تضرر عالم الشغل بشدة من جراء مرض السيدا، بحيث أن الإحصاءات بينت أن أغلبية المصابين ينتمون إلى الفئة العمرية من 15 حتى 49 سنة، وهذه الفئة تشكل الجزء الأكبر من المجتمع التي تنتمي إلى شريحة العمال. وهذا ما أدى في بعض البلدان إلى تأثير عميق على النمو الاقتصادي والاجتماعي. بحيث أن إصابة العامل تؤدي إلى فقدان عمله مما ينعكس على الأسرة. انطلاقا من هذه الملاحظات ولتفادي هذه الانعكاسات، أصبحت وقاية العمال أمرا ضروريا. فأماكن الشغل تعتبر الموقع النموذجي لتنفيذ برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، لأنها تخضع لمعايير وإجراءات تسمح بالقيام بالتوعية في المجال الصحي. وتشمل مصالح الصحة المهنية بما لديها من خبرة طويلة في مجال تعزيز السلامة والصحة المهنية. وهنا تلعب النقابة دورا مهما في تسهيل مختلف المبادرات بما فيها الوقاية والتثقيف والمساعدة في الحصول على الدعم والرعاية والعلاج. وقد أدرك الاتحاد العام للشغالين بالمغرب حجم وخطورة وباء فيروس نقص المناعة البشرية على العاملين، والدور الذي يمكن أن يلعبه في مكافحة هذا المرض. وقامت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بسلسلة من المشاريع والأنشطة حيث أجرينا شراكة دائمة مع الجمعية المغربية لمكافحة السيدا، ثم قمنا بسلسلة من حملات التوعية للعاملين في مناطق مختلفة من المغرب. فالتوصية 200 لمنظمة العمل الدولية تعد ابتكارا في هذا المجال. وأود أن أذكركم أن النقابات لعبت دورا رئيسيا وخاضت معارك على الصعيد الدولي ومارست الضغوطات اللازمة لكي يتم خلق آلية دولية قادرة على جلب المزيد من الاهتمام في ميدان محاربة فيروس نقص المناعة البشرية/ السيدا على المستويين الوطني والدولي. وتعد هذه التوصية رائدة في محاربة فيروس نقص المناعة البشرية/ السيدا بحيث أنها تعتبر هذا المرض قضية مرتبطة بأماكن الشغل، وتسلط الضوء على عواقب الوباء على حقوق الإنسان، لذلك رحبنا بهذه التوصية باعتبارنا مهتمين بشؤون السيدا على الخصوص وبشؤون حقوق العمال على العموم. ولم يكن تبني هذه التوصية أمرا سهلا على صعيد منظمة العمل الدولية. لقد تطلبت عملية اعتماد هذا الصك سنتين من المفاوضات الثلاثية العسيرة، وفي يوم 17 يونيو 2010 تم اعتماد التوصية 200 بعد تصويت 439 صوت مؤيد مقابل 4 وامتناع 11 عضوا عن التصويت. إن هذا هو هدف ورشة العمل الثلاثية التي سوف تستمر 3 أيام، والتي من شأنها أن تتيح الفرصة للتفاعل مع شخصيات من مختلف الخلفيات: خبراء في مجال فيروس نقص المناعة البشرية، والأكاديميين، والنشطاء في مجال حقوق الإنسان والنقابيين، للمناقشة حول الجوانب المتعلقة بالسيدا داخل أماكن الشغل، ولتقديم اقتراحات بشأن كيفية إدماج مبادئ التوصية في تطوير سياسات وبرامج مكافحة السيدا، حتى نتمكن من تطوير وسائل الوقاية في أماكن الشغل في احترام تام لكرامة وحقوق العمال، ونساهم في ترسيخ حقوق العمال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يحتاجون للرعاية وللحماية من جميع الإنتهاكات. أنا واثق أنكم في خاتمة أعمالكم سوف تخرجون بتوصيات مناسبة سوف نحيلها إلى السلطات المختصة لحثها على تبني التوصية 200، وإدماج عناصرها الرئيسية في السياسات والإستراتيجيات الوطنية. أتمنى لكم كل التوفيق والنجاح في عملكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. « أمادو سيسي » ممثل مكتب العمل الدولي يصرح ل«العلم» نعتبر الاتحاد العام للشغالين شريكنا الاستراتيجي أحيي في البداية كل المشاركين في إنجاح فعاليات هذه الندوة الهامة ، كما أستغل الفرصة لأقدم تهنئة خاصة للمركزية النقابية العتيدة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب على قيامها بهذه المبادرة . و يمكن القول بهذا الشأن أن التوصية 200 كان قد تم التصديق عليها في يونيو 2010 من طرف منظمة العمل الدولي ، و التي تعمل بمقتضاها الدول الموقعة على مواجهة هذا الداء الذي بات ينخر المجتمعات ، لا سيما النامية منها ، و المغرب لا يخرج طبعا من هذا الإطار ، فهو مدعو للانخراط الإيجابي في هذه التوصية و العمل على تطبيقها دعما للمجهودات المبذولة لتوفير الحماية للطبقة العاملة على كافة المستويات . و الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ، بأخذه مبادرة عقد هذا اللقاء الحيوي و بتبنيه لهذه التوصية لا شك سوف يقدم دفعة قوية للعمل في هذا الاتجاه ، و نحن في مكتب العمل الدولي جزء من هذه المعركة و نعتبر الاتحاد العام لشغالين بالمغرب شريكا استراتيجيا لنا . و طبعا ، فإن هذه الندوة سوف تشكل مناسبة سانحة لنا لتعميق محادثاتنا بخصوص ضرورة صياغة سياسة واضحة ، ليس فقط على المستوى الدولي بل أيضا على المستوى المحلي ، سياسة تنهض بالصحة العامة للطبقة العاملة و أسباب مواجهتها لكل الأمراض ، و التي يقع داء فقدان المناعة المكتسب في مقدمتها .