استقبل الدكتور محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، داني بيترز Danny PIETERS، رئيس مجلس الشيوخ البلجيكي، يوم الثلاثاء 28 يونيو 2011 بمقر المجلس. وخلال هذا اللقاء، تحدث رئيس المجلس عن التحولات التي يعرفها العالم العربي وما ميز المغرب عن باقي الدول العربية ، ثم استعرض التحديات الأمنية المشتركة بين المغرب وأوربا وخصوصا الهجرة السرية وشبكات الاتجار في المخدرات والبشر العابرة للقارات والتطرف والإرهاب المتمثل في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" والتي تتصرف بحرية في الساحل الإفريقي من مالي والنيجر إلى المحيط الأطلسي، مذكرا بمسلسل الاختطافات التي طالت مجموعة من الأوربيين. كما أبرز أهمية مسلسل الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمؤسساتية التي تميزت بها العشرية الأولى من الألفية الجديدة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والتي توجها بمشروع دستور جديد ستنبثق عنه مملكة جديدة. وأشار رئيس المجلس أن المغرب اختار منذ فجر الاستقلال التعددية الحزبية ومنع قيام الحزب الوحيد وأقر نظاما للحريات العامة، منفردا بذلك عن باقي دول إفريقيا و العالم العربي ومحافظا على تجربته التاريخية المتميزة. في نفس السياق تناول الرئيس ملامح مجلس المستشارين على ضوء مشروع الدستور الجديد. وتحدث الرئيس عن العلاقات الجيدة التي تجمع بين المملكة المغربية وبلجيكا، ودور الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا في تعزيز وتقوية الروابط الإنسانية بين الشعبين بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. وأطلع رئيس مجلس المستشارين رئيس مجلس الشيوخ البلجيكي على تطورات قضية الوحدة الترابية والسيادية وواقع ومعاناة محتجزي مخيمات تندوف، مضيفا أن الحل الوحيد يكمن في دعم المقترح المغربي المتمثل في إقامة حكم ذاتي موسع في الأقاليم الجنوبية كحل توافقي ، لاسيما أن مشروع الدستور الجديد ينص على دسترة الجهوية. وأكد الرئيس أن مقترح الحكم الذاتي سيفتح باب الأمل والمشاركة في بناء مغرب جديد في إطار الوحدة الوطنية لجيل ما بعد المسيرة الخضراء الذي يعيش دون آفاق في مخيمات تندوف. ومن جهته أشاد داني بيترز Danny PIETERS، رئيس مجلس الشيوخ البلجيكي، بطبيعة العلاقات المتميزة بين المغرب وبلجيكا وأهمية البعد البرلماني في الرقي بالعلاقات الثنائية بين البلدين لتشمل مجالات متعددة. وتناول المسؤول البلجيكي التحولات التي تشهدها الساحة العربية، مبرزا في هذا الإطار أهمية دسترة الجيل الجديد من الحقوق والحريات الأساسية، معبرا عن اهتمامه بقضايا مشتركة تتمثل في محاربة الهجرة ومكافحة الجريمة المنظمة والتصدي للاتجار في المخدرات... كما نوه المسؤول البلجيكي بالجهود التي تقوم بها المملكة المغربية لفائدة الطرفين( أوروبا والمغرب)، معبرا في ذات السياق عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة في هذه القضايا المشتركة. وتجدر الإشارة أن زيارة رئيس مجلس الشيوخ البلجيكي للمملكة المغربية جاءت بدعوة من رئيس مجلس المستشارين. وحضر هذا اللقاء، محمد فوزي بنعلال، الخليفة الأول للرئيس ، وجون ليك بودسونJean –Luc BODSON سفير بلجيكا المعتمد بالرباط.