استقبل الدكتور محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، برنارد أكوييBernard ACCOYER ، رئيس الجمعية الوطنية للجمهورية الفرنسية والوفد الهام المرافق له، يوم أمس الخميس 26 ماي 2011 بمقر المجلس. وتميز هذا اللقاء، باستعراض رئيس المجلس لأهم الإصلاحات الكبرى التي تميزت بها المملكة المغربية خلال العشرية الأولى من الألفية الجديدة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وهي إصلاحات عميقة وشاملة مست مجموعة من المجالات وتوجت بالخطاب الملكي التاريخي ل 09 مارس 2011 الذي طرح مشروعا لدستور جديد سيهيكل الدولة المغربية على أسس حديثة. وأشار رئيس المجلس أن المغرب اختار منذ فجر الاستقلال التعددية الحزبية محافظا بذلك على خصوصياته الناتجة عن تجربته التاريخية المتميزة والمنفردة على مستوى شمال إفريقيا والعالم العربي. وفي نفس السياق، استعرض الرئيس مميزات الثنائية البرلمانية ومعالم الإصلاح الدستوري الذي سيحدث تغييرا هيكليا في هندسة الثنائية البرلمانية في بلادنا. وتحدث الرئيس عن الجهود الكبيرة التي تبدلها المملكة المغربية من أجل محاربة الاتجار في المخدرات ومواجهة الهجرة السرية والتصدي للتطرف وخطر الإرهاب على مستوى الساحل الإفريقي... وتناول الرئيس العلاقات التميزة التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية فرنسا، وأهمية البعد الإنساني والثقافي والاقتصادي والبرلماني في تطويريها على مختلف المجالات، مؤكدا في هذا الإطار على دور الجالية المغربية بفرنسا في تعميق العلاقات والروابط الإنسانية بين الشعبين المغربي والفرنسي. وسجل الرئيس بافتخار اختيار يوسف العمراني على رأس الإتحاد من أجل المتوسط، مما سيمكنه من بلورة هندسة جديدة للفضاء الأورو متوسطي. وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، وبعد أن ذكر السيد الرئيس بالموقف الواضح لفرنسا والمساند للمقترح المغربي بخصوص منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا في إطار وحدة المغرب الترابية وسيادته الوطنية، اعتبر أن هذا المقترح سيمكن الإتحاد المغاربي بدوله الخمس، من تكوين تجمع كبير ومتكامل ورفع الجيل الجديد من تحديات المستقبل المشتركة. ومن جهته أكد برنارد أكوييBernard ACCOYER ، رئيس الجمعية الوطنية للجمهورية الفرنسية، على أهمية هذه الزيارة التي تأتي في سياق التحولات الجذرية التي تشهدها بعض البلدان الإفريقية والعربية، مبرزا في هذا الإطار الإصلاحات المؤسساتية العميقة التي يعيشها المغرب بعد الخطاب الملكي الهام بتاريخ 9 مارس. ونوه رئيس الجمعية الوطنية للجمهورية الفرنسية بمتانة وعمق العلاقات التاريخية والروابط الإنسانية التي تجمع بين شعبي البلدين، مشيرا إلى التطور الذي تعرفه هذه العلاقات على مختلف المجالات، وأضاف أن حجم التبادل التجاري والاقتصادي يعكس عمق العلاقات التي تربط بين البلدين ويحصن مستقبلها. وأشاد المسؤول الفرنسي باختيار يوسف العمراني على رأس الإتحاد من أجل المتوسط، مؤكدا أن هذا الاختيار من شأنه أن يعطي دفعة جديدة للإتحاد لإضفاء دينامية قوية على هندسة التعاون الأورومتوسطي. وبخصوص قضية الصحراء المغربية، جدد المسؤول الفرنسي دعم ومساندة بلاده للمقترح المغربي والآفاق التي سيفتحها لبناء مغرب عربي قوي وفاعل وشريك لأوربا. حضر هذا اللقاء كل من محمد فوزي بنعلال، الخليفة الأول للرئيس، وعبد الرحمان أشن، الخليفة الخامس للرئيس، و عبد المالك أفرياط محاسب مجلس المستشارين.