استقبل الدكتور محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، السيدة جوزيفينا توبالي، رئيسة البرلمان الألباني، يوم الجمعة 29 أكتوبر 2010 بمقر المجلس. وخلال هذا اللقاء، استعرض الرئيس مميزات الثنائية البرلمانية المغربية من خلال تجربة مجلس المستشارين وطبيعة تكوينه وكذا صلاحياته واختصاصاته الدستورية في مجالات التشريع ومراقبة العمل الحكومي والدبلوماسية البرلمانية وتناغمه مع مجلس النواب. وشكلت مناسبة هذا اللقاء فرصة أبرز فيها الرئيس مختلف الأوراش المهيكلة التي ميزت العشرية الأولى من عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والمشروع المجتمعي الذي يرسي المغرب معالمه لمواجهة تحديات الألفية الثالثة. وفي نفس السياق، ذكر الرئيس أن المملكة المغربية تمكنت من الصمود أمام تيار الأزمة المالية والاقتصادية الأخيرة، كما تمكنت من التصالح مع تاريخها وإرساء برامج عدة لمحاربة الفقر والإقصاء والهشاشة. وحول قضية الصحراء المغربية، اعتبر الرئيس أن مقترح الحكم الذاتي الموسع الذي تقدم به المغرب كحل سياسي متفاوض عليه والذي حظي باهتمام كبير من طرف المنتظم الدولي، وأن الأممالمتحدة اعتبرته حلا معقولا و جديا و ذا مصداقية، مضيفا أن المغرب قدم هذا الحل بعدما وصل الملف إلى الباب المسدود. وأكد الرئيس أن أفواج الوافدين إلى أرض الوطن من مخيمات تندوف يثبت أن هذا الحل ما فتئ يجذب إليه ساكني المخيمات، معتبرا أن الحكم الذاتي سيمكن بلدان المغرب العربي الخمس من تكوين تجمع كبير في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط وأن اتحاد المغرب الكبير هو الإطار الوحيد الكفيل برفع تحديات المستقبل المشتركة، خاصة منها التحديات الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء التي تغذيها التنظيمات الإرهابية وشبكات الاتجار في المخدرات والأسلحة والبشر والتي باتت تهدد الأمن و السلم العالميين. ومن جهتها أكدت السيدة جوزيفينا توبالي، رئيسة البرلمان الألباني، على وجود قواسم ثقافية وحضارية مشتركة بين الشعبين المغربي والألباني، مذكرة في هذا الإطار بنموذج بلادها في التعايش بين الأديان. وشددت رئيسة البرلمان الألباني على أهمية البعد البرلماني في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والبحث عن المبادرات الكفيلة بتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين مجلس المستشارين المغربي والبرلمان الألباني.