أكد الوفد البرلماني البيروفي،الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب ما بين 4 و8 يوليوز الجاري،دعم بلاده للجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي متفاوض بشأنه للنزاع في الصحراء. وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن الوفد البيروفي،شدد خلال محادثات أجراها مع رئيس المجلس السيد محمد الشيخ بيد الله،اليوم الاثنين،على أن التفاوض والحوار كفيلان بمساعدة جميع الأطراف على التوافق على حل يرضي الجميع. وأضاف المصدر ذاته،أن رئيس الوفد البيروفي السيد خوسي أوغوستو فارغاس فيرنانديز،رئيس المجموعة البرلمانية لحزب التحالف الثوري الشعبي الأمريكي (أبرا) نوه خلال هذه المحادثات بمستوى العلاقات الجيدة بين البلدين،مؤكدا ترحيب البيرو رئيسا وحكومة وشعبا بمختلف المبادرات الهادفة إلى تعزيز هذه العلاقات في مختلف الميادين. وذكر،بالمناسبة،بما يتمتع به البلدان من مميزات تؤهلهما للإضطلاع بدور أساسي في تدعيم أسس التعاون جنوب?جنوب،مبرزا العلاقات الإنسانية التي تربط بلاده بالمملكة المغربية إن على مستوى اللغة الإسبانية أو على المستوى الثقافي تأسيسا على الموروث الأندلسي المشترك بين الشعبين. وفي نفس السياق،نوه أعضاء الوفد البرلماني البيروفي بطبيعة التحولات ومستوى التنمية الذي حققه المغرب. من جانبه،نوه السيد بيد الله بعمق العلاقات المتميزة التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية البيرو،مذكرا في هذا السياق بالزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية البيرو في دجنبر 2004،بدعوة من فخامة الرئيس أليخاندرو طوليدو والتي شكلت نقطة تحول كبرى في مسار العلاقات الثنائية. واستعرض رئيس مجلس المستشارين خلال هذا اللقاء مميزات الثنائية البرلمانية المغربية من خلال تجربة مجلس المستشارين،وطبيعة تكوينه وكذا صلاحياته واختصاصاته الدستورية في مجالات التشريع ومراقبة العمل الحكومي والدبلوماسية البرلمانية. كما أبرز مختلف الأوراش المهيكلة التي ميزت العشرية الأولى من عهد جلالة الملك محمد السادس،والمشروع المجتمعي الذي يرسي المغرب معالمه لمواجهة تحديات الألفية الثالثة. وذكر في نفس السياق،بأن المملكة المغربية تمكنت من الصمود أمام تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية الأخيرة،كما تمكنت من التصالح مع تاريخها وإرساء برامج عدة لمحاربة الفقر والإقصاء والهشاشة،مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي يرعاها جلالة الملك والتي ستمكن المملكة من الوصول إلى أهداف الألفية للتنمية (سنة 2015) في ظروف جيدة. وحول قضية الصحراء المغربية،اعتبر السيد بيد الله أن مقترح الحكم الذاتي الموسع الذي تقدم به المغرب كحل سياسي متفاوض عليه والذي حظي باهتمام كبير من طرف مجلس الأمن والدول العظمى،هو الحل الأنجع لهذه القضية التي ستمكن أبناء المنطقة وسكانها منهم المحتجزين بمخيمات تندوف من تسيير شؤونهم بأنفسهم. وأضاف أن هذا الاقتراح يستمد شرعيته من الاتفاق الواسع الذي حصل حوله سواء على صعيد الأقاليم الجنوبية أو الفاعلين السياسيين في باقي المملكة،وأن الأممالمتحدة اعتبرته حلا معقولا وجديا وذا مصداقية،مشيرا إلى أن المغرب قدم هذا الحل بعدما وصل الملف إلى الباب المسدود،وأعاد بذلك الأمل إلى العائلات التي تعيش مرارة الفراق منذ أكثر من ثلث قرن. وأكد السيد بيد الله أن أفواج الوافدين إلى أرض الوطن من مخيمات تندوف تثبت أن هذا الحل ما فتئ يجذب إليه ساكني المخيمات،مشيرا إلى أن تعنت الحكام الجزائريين ومعاكستهم لجهود التسوية،يحولان دون قبول هذا الحل من طرف "البوليساريو". واعتبر أن الحكم الذاتي سيمكن بلدان المغرب العربي الخمسة من تكوين تجمع كبير في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط،وأن اتحاد المغرب الكبير هو الإطار الوحيد الكفيل برفع تحديات المستقبل المشتركة،خاصة منها التحديات الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء التي تغذيها التنظيمات الإرهابية وشبكات الاتجار في المخدرات والأسلحة والبشر والتي باتت تهدد الأمن والسلم العالميين. ويضم الوفد البيروفي إلى جانب السيد فارغاس فيرنانديز،كلا من السيدين فيكتور أندريس غارسيا بيلوندي عن حزب العمل الشعبي،ووالتر مينشولا فاسكيز عن حزب التضامن الوطني.