انطلقت مساء أمس الجمعة بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، فعاليات الدورة السابعة عشرة من مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، بوقفة تذكرية وتكريمية مؤثرة، للسينمائيين المغربيين الراحلين محمد لطفي، وأحمد البوعناني ملصق الدورة 17 من المهرجان عبر عرض شريطين عنهما لا يتجاوزان أربع دقائق، الأول عن الفنان محمد لطفي، من إعداد تلاميذ مدرسة فن السينما بسيدي مومن بالدارالبيضاء، والثاني عن السينمائي أحمد البوعناني، من إعداد علي الصافي، الذي قدم آخر صور للسينمائي الراحل. وبعد الافتتاح الرسمي وتقديم لجنة تحكيم هذه الدورة، التي يترأسها السينمائي التونسي رضا الباهي، جرى عرض فيلم "النهاية" للمخرج المغربي هشام العسري، الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة الثانية عشرة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي صور بالأبيض والأسود، ويسائل الثالوث المحرم: الدين، والجنس، والسياسة، ويخلخل يقينيات المشاهد العادي. على أن يعرض في اختتام المهرجان يوم 2 يوليوز المقبل، الفيلم البوسني"اختيار لونا" للمخرجة جزميلا زبانيك. ويشارك في المسابقة الرسمية للدورة 17 من مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، المنظمة من طرف جمعية مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون، تحت شعار "كلنا ضد القرصنة"، 19 فيلما دوليا وعربيا، منها الفيلمان المغربيان "جناح الهوى" للمخرج عبد الحي العراقي، و"فيلم" للمخرج محمد أشاور، وفيلم "تازة" للمخرج دانييل جيرفي، إنتاج مشترك بين كندا والمغرب، وفيلم "زهرة" للمخرج بارني بلات – ميل، إنتاج مشترك بريطاني مغربي، إضافة إلى الأفلام التالية: "اسم الناس" للمخرج ميشال بوكليرك من فرنسا، و"سارق الضوء" للمخرج أكنتان أريوم كيبت من كرخيزيا، و"الحاوي" لإبراهيم بطوط من مصر، و"كلنا قبطان" لأوليفر لاكس من إسبانيا، و"مطر أيلول" لعبد اللطيف عبد الحميد من سوريا، و"اجر، إن استطعت" لديتريش برغمان من ألمانيا، و"المغني" لقاسم حول من العراق، و"مدينة الحياة" لعلي مصطفى من الإمارات، و"شتي يا دنيا" لبهيج حجيج من لبنان، و"دموع غزة" لفيبكي لوكيبيرك، إنتاج مشترك بين النرويج وفلسطين، و"الغد البعيد" لانتاشا سوترو، إنتاج فرنسا والجزائر، و"آخر سبتمبر" لمعز كمون من تونس، و"سبع باحات" لسمير أسلنيورك من تركيا، و"سينما كومونيستو" لميلا توراجليلك من صربيا، و"مرة أخرى" لجود سعيد من سوريا. وحول مسألة الجمع في هذه المسابقة الرسمية بين الجائزة الدولية "الحسن الثاني"، والعربية "يوسف شاهين"، التي سبق أن أفردت لها جوائز خاصة، حتى لا يطال الحيف الفيلم العربي في المسابقة الدولية، ذكر محمد باكريم، المدير الفني للمهرجان، في تصريح ل "المغربية" أنهم كانوا مضطرين للجمع بينهما لأسباب تقنية ومادية، تتمثل بالأساس في غياب قاعات سينمائية عديدة بالرباط، تتوفر على مواصفات العرض الجيد، لمسابقتين في وقت واحد، هذا ناهيك عن كون الجانب المادي له تأثيره، حسب باكريم، ولهذا فهم سيمنحون خمس جوائز دولية، وجائزة عربية واحدة، ستتراوح قيمتها بين 7 آلاف و10 آلاف دولار. ولعل هذا الجانب التقني المتعلق بالقاعات، هو الذي جعل مجلس المدينة، ووزارة الاتصال، والمركز السينمائي المغربي، تفكر في خلق مركب سينمائي بقلب العاصمة، يضم 7 قاعات سينمائية كبرى، وقاعات للترفيه، في الساحة التي تضم قاعة سينما الفن السابع بالرباط، ستوقع اتفاقيته خلال المهرجان، ويتوقع أن يكون جاهزا، كما قال عبد الحق منطرش، رئيس المهرجان، في سنة 2013. وبالنظر إلى مجموع أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، يتبين أن تيمة المهرجان الأساسية بدأت تتلاشى، بدليل أن العديد من الأفلام المدرجة فيه، بعيدة كل البعد عن سينما المؤلف، التي يرفع المهرجان شعار الاختصاص فيها، كما أن التكريمات، التي يعتبرها البعض نقطة قوة المهرجان، والتي كرمت مجموعة من الوجوه السينمائية، خاصة المصرية، تحيد عن منطلق تيمة المهرجان، وهي سينما المؤلف، وتكرم أسماء لم تقدم أي شيء في هذا الاتجاه، كما هو الشأن مع الفنانة المغربية ثريا جبران، التي ستكرمها هذه الدورة، يوم الثلاثاء 28 يونيو الجاري، والممثلة المصرية ليلى علوي، التي سيكرمها المهرجان، يومه السبت 25 يونيو الجاري، كما كرمت زميلات لها في الميدان في دورات سابقة، لدرجة جعلت المهرجان مقرونا بحضور الفنانات المصريات. وإلى جانب هذه التكريمات، سيحتفي المهرجان، أيضا، بالتجربة السينمائية السورية، يوم الأحد 26 يونيو الجاري، وتكريم المجلة الفرنسية المتخصصة "دفاتر سينمائية"، التي يتزامن تنظيم المهرجان مع الذكرى الخمسينية لصدورها، يوم الاثنين 27 يونيو الجاري، كما سينفتح على الأفلام القصيرة، وسينما الهجرة، والأفلام الوثائقية، ويفرد التفاتة خاصة للثورات العربية، التي يحتفي بها المهرجان عبر عرض فيلم "18 يوما في الثورة"، وهو عمل يضم مجموعة من الأفلام القصيرة، التي صورها مخرجون مصريون في ميدان التحرير في عز الثورة المصرية، إضافة إلى الاحتفاء بإحدى مدارس السينما المصرية، من خلال تنظيم ندوة حول نجيب محفوظ، الذي أغنت أعماله الروائية السينما العربية، بمناسبة ذكرى ميلاده المائوية، إضافة إلى تنظيم مائدة مستديرة في موضوع "السينما والرواية"، بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب، وأخرى حول موضوع القرصنة تجمع مديري المهرجانات. كما يتضمن برنامج المهرجان تنظيم ورشات تكوينية في السيناريو، وإدارة الممثل، والتحليل الفيلمي، يستفيد منها الطلبة وعموم المهتمين. وتتكون لجنة التحكيم، التي يترأسها السينمائي التونسي رضا الباهي، من الموسيقي الشيلي، خورخي أرياكادا، والممثلة المصرية لبلبة، والسيناريست الكندي، دانييل سويسا، والسيناريست الإيراني، عباس باختياري، وإيلينا خيمينيز، مديرة مهرجان بفرنسا. كما تضم اللجنة فنانين من المغرب، ويتعلق الأمر بالممثلة سناء موزيان، والمنتجة نفيسة السباعي، والمخرج المسرحي جمال الدين الدخيسي.